Al Jazirah NewsPaper Monday  19/05/2008 G Issue 13017
الأثنين 14 جمادى الأول 1429   العدد  13017

دفق قلم
الملك فيصل بن عبدالعزيز (رحمه الله)
عبدالرحمن صالح العشماوي

 

الكلمات الصادقة لا تموت، تظلُّ حيَّة في قلوب من استمعوا إليها، لأنها تحمل روح قائلها، وما يؤمن به ويعتقده، وأنَّى تموتُ كلمةٌ مسكونة بصدق وإيمان؟.

استمعنا في الأيام الماضية القريبة إلى مقاطع عرضتها بعض القنوات من خطب ألقاها الملك فيصل بن عبدالعزيز - رحمه الله - تضمَّنت أحاديث قويَّة عن الإيمان بالمبدأ، والحماسة القائمة على وعي وبصيرة للتضامن الإسلامي، والإشارة الصريحة إلى عدم شرعية الدولة اليهودية التي تحتل فلسطين، والتأكيد على أن علاج هذه الدولة المغتصبة المعتدية هو خروجها من الأرض التي سلبتها من أهلها، وتكرار الحديث عن العزم على الثبات على مبادئ الإسلام في وجه الشيوعية الملحدة، والماسونيَّة، والصهيونية، وغيرها من المذاهب والاتجاهات المخالفة لما شرع الله من شرائع خيرٍ وصلاحٍ للعباد والبلاد.

لم يكن رائد (التضامن الإسلامي) فيصل ينطلق من فراغ، وإنما كان ينطلق من أسسٍ ثابتةٍ قامت عليها الدولة السعودية في مراحلها المختلفة، وما تزال تسير عليها، ولا ينبغي لها أن تفرِّط في شيء منها، إنها أسس الشريعة الإسلامية والعقيدة الصحيحة واتخاذ القرآن الكريم والسنة المطهرة الصحيحة دستوراً وحيداً للبلاد، وهذه الأسس لم تغب عن ذهن كلِّ من تولى الأمر ومقاليد الحكم، ولن تغيب - بإذن الله تعالى - ولهذا فإن المحافظة عليها - هذه الأيام - واجبٌ متعيِّن على جميع من يستظلون بخيمة الأمن في هذه البلاد الطيبة، ونقول: (هذه الأيام) لأن هنالك مجموعة من الاتفاقات والقوانين الدولية تحاول أن تسرقنا من أسسنا التي يقوم عليها كياننا الكبير.

لقد أحسن كلَّ الإحسان مَنْ أقام ملتقى تاريخ الملك فيصل كما أحسن من أقام قبله ملتقى تاريخ الملك سعود - رحمهما الله -، لأن هذه الملتقيات تعيد ترتيب الذاكرة التي تكاد تختلط عليها الأمور في خضمِّ ضوضاء هذا العصر وصخبه، وتذكر الأجيال الجديدة بتاريخ بلادهم القريب الذي قام على الأسس الشرعية التي ما تزال راسخة وستظل كذلك بإذن الله تعالى.

وإذا كانت الأجيال الناشئة تستمع من خادم الحرمين الشريفين وولي عهده ووزير الداخلية ووزير الخارجية وغيرهم من كبار المسؤولين إلى أحاديث مؤكدة عن بقاء المملكة العربية السعودية على الأسس التي قامت عليها، وعدم تفريطها في عقيدتها ودينها وأخلاقها وقيمها، فتنشأ على الإيمان بهذه الأسس، فإن تلك الأجيال ستكون أقوى إيماناً بها حينما تستمع إلى ما كان يقوله الملوك الذين حملوا الأمانة والمسؤولية في الماضي القريب.

إن المرحلة التي تمرُّ بها بلادنا الآن، تختلف عن تلك المرحلة التي مرت بها في عهد الملك فيصل - رحمه الله - ولكنَّ الأسس تظلَّ هي الأسس ذاتها لأنها السبب الرئيس في استقرار هذه البلاد وصمودها في وجوه المتربصين بها من قريبٍ أو بعيد، وهذا ما يؤكده ولاة الأمر في المرحلة الحالية كما نسمع ونرى.

إشارة: بلادنا تقول:

يا ولاة الأمور، هذا طريقي

فامنعوني من كلِّ وغْدٍ مريب

لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5886 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد