Al Jazirah NewsPaper Monday  19/05/2008 G Issue 13017
الأثنين 14 جمادى الأول 1429   العدد  13017
مستعجل
لا يوجد لدينا عنف بشري
عبد الرحمن بن سعد السماري

كثيراً ما نقرأ في بعض صحفنا عن شيء اسمه.. العنف البشري داخل مجتمعنا.

** وكلمة العنف البشري كلمة (كبيرة) وصعبة ومخيفة.. وإن كان علماء الاجتماع.. هم الأقدر على تفسير معناها وماذا تعني بالضبط.. إلا أن ظاهرها يعني شيئاً كبيراً ومخيفاً بالفعل.

** عند أدنى خبر ينشر عن ممارسة خاطئة لبعض الأشخاص.. تُسمى على الفور.. (عنف بشري داخل المجتمع) ثم يقال.. (إن مجتمعنا يوجد به عنف بشري).

** مجتمعنا.. مجتمع طيب مسالم.. وأفراده كذلك طيبون مسالمون.. تربوا على الخير والفضيلة والتسامح والأخلاق العالية.

** تربوا على الفضائل والطيبة والرقة.

** مجتمعنا.. يسوده البر بالقريب والوالدين.. والبر بالجار.. والبر بكل من نعرف.. ومن لنا صلة به.

** يتعامل أفراد مجتمعنا بالتواصل والتحاب والتوادد ويسوده المعروف والخير.. ويندر أن يوجد خلافات شائكة أو صعبة.. وإن وُجدت فهي في إطار معقول مقبول لا تصل إلى شيء اسمه.. عنف أسري أو عنف بشري.

** لا يوجد لدينا عنف بهذا المسمى.. وحتى لو وجد حقاً كما يدعون.. فهو حالات نادرة.. هذا.. إن وجد.. ولا يمكن أن يطلق هكذا في الإعلام.

** نحن نترك وضع هذه التسمية للجهات الأمنية.. التي تباشر المخالفات والأخطاء والجرائم.. ثم لخبراء الاجتماع.. هل ما حصل يُسمى بالفعل.. عنفاً بشرياً.. وهل يسوغ إطلاق هذه التسميات عليه؟

** هل يمكن أن نقول لدينا عنف بشري.. أو عنف أسري؟

** هذه الكلمة (كبيرة جداً) وتشعرنا بالكثير من الاحباط والخوف.. من أن تكون بالفعل صحيحة.

** المشكلة.. أن هيئة حقوق الإنسان.. طارت في (العجة) وصارت هي الأخرى.. تستخدم هذا المصطلح.. وصار هذا المصطلح متداولا عندها (عنف بشري) و(عنف أسري) ويبدو.. أن الهيئة.. تريد أن تقول.. إنها حاضرة.. وإنها تعمل.. وإن لديها قضايا كبار.. وإنها تعالج الكثير من المشاكل والقضايا الخطيرة.. وإنها تفطن لما يدور في المجتمع (يا بِعْدَهَا عن المجتمع) وإنها تعمل في مجتمع خطير للغاية.. تسوده جرائم خطيرة صعبة.. وأن الهيئة.. برجالها وكوادرها وقدراتها (الخطيرة) تريد أن تحد من هذه الجرائم.. أو تسعى للتحقيق فيها ومعرفة كل شيء حولها.

** ما نراه.. وما نلمسه.. وما نشاهده وما نعايشه.. أنه لا يوجد لدينا.. عنف بشري.. ولا عنف أسري..

** لا يوجد لدينا زوج قطَّعت زوجته أوصاله.. أو بعض أجزاء جسده أو قطَّعت أعضاءه بالساطور.

** لا يوجد زوجة أحرقت زوجها أو العكس.

** ولا يوجد لدينا.. زوجة قتلت زوجها بالسم أو العكس.

** لا يوجد لدينا زوج شوَّه زوجته أو العكس.

** ما يحصل لدينا إن وُجد.. زوج يمكن أن يعطي أم العيال (طْراق) أو العكس.

** هي تعطيه ذلك (وما في حكم ذلك) وهذه أمور يتدخل فيها الغضب الشديد والسكر والضغط و(شين النفس) وهي أمور طبيعية ويصعب معالجتها.

** نعم.. هناك مَنْ (يَلْشِط) أم العيال بالفعل.

** وهناك من يستدعي عصا المكنسة وقد لا يستخدمها.. يعني (حَمْشَةْ ذِرُوق).

** نحن لا يوجد لدينا شيء اسمه عنف بشري أو عنف أسري أبداً.. حتى الجرائم الكبيرة الخطيرة.. وراءها غير سعوديين.

** مجتمعنا.. مجتمع طيب مسالم.. تربى على الطيبة والسماحة واللطف واللباقة.. واسألوا الآباء والأجداد عنهم.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5076 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد