Al Jazirah NewsPaper Wednesday  21/05/2008 G Issue 13019
الاربعاء 16 جمادى الأول 1429   العدد  13019
ارتفاع الحصيلة المؤكدة إلى نحو 40 ألف قتيل
الناجون من زلزال الصين يواصلون الحياة وسط الأنقاض ورائحة الموت

هانوانج - بكين - وكالات

الحفارات الميكانيكية وأدوات قطع الصلب والأيدي المجردة هي الأدوات الشائعة التي يستخدمها رجال الإطفاء الذين تم نشرهم بغية الوصول إلى الناجين المدفونين تحت الأنقاض في الزلزال الذي ضرب جنوب غرب الصين الأسبوع الماضي.

ويمشط رجال الإطفاء مصنع دونجفانج للمحركات التوربينية في هانوانج الذي كان ذات يوم فخر المدينة بيد أنه صار الآن كومة من ركام.

ويقول مدير المصنع بنج جيا بصوت مختنق وهو يكشف عن الأرقام:

إنه تم تسجيل 39 ألف و577 قتيلا في إقليم سيتشوان وحده الذي يعد أشد المناطق تضررا من الزلزال.

وتتوقع غرفة إدارة الأزمات في بكين وصول حصيلة القتلى إلى أكثر من 50 ألف قتيل كما ترجح وجود آلاف الضحايا تحت الأنقاض.

وعن قرب كانت هناك امرأة تحاول تحديد العثور على ابنها وسط الأنقاض.

وظلت المرأة تبحث لساعات طوال بين دعامات الصلب الملتوية والآلات المحطمة بعد أن اهتزت الأرض وانطبقت السماء عندما وقع زلزال 12 أيار/ مايو الجاري.

وتقول السيدة البالغة من العمر 67 عاما والدموع تخضب وجنتيها: (أبحث عن ولدي كل يوم).

وأشد ما تخشاه تلك السيدة - على غرار كثيرين في إقليم سيتشوان الصيني - أن يكون ابنها الوحيد فان داهوا (44 عاما) قد لقي حتفه تحت الأنقاض.

وكل الناجين تقريبا هناك لهم أقارب إما فقدوا ويعرف أنهم دفنوا تحت المباني المنهارة أو تأكد موتهم.

وكل ما تبقى من غالبية المنازل عبارة عن حجارة وكتل أسمنتية ملتوية تفترش الأرض بعد أن هدم الزلزال الكثير من المباني من أساساتها.

وبنى الناجون بأنفسهم - وقد صاروا بلا مأوى وفي خوف مستمر من التوابع الزلزالية خياما من البلاستيك وقطع الخشب على جوانب الطرق أو في الحقول.

ويتم إمداد بعض المناطق بشاحنات مياه للشرب يصطفون أمامها وقد أمسكوا في أيديهم بأوعية مختلفة الأشكال يملأونها بما يحتاجون إليه بيد أن المساعدات بالنسبة لمعظمهم تأخرت كثيرا وربما فات أوانها.

وعلى جانب آخر فان عمليات الإنقاذ تجري بسرعة كبيرة منذ وقوع الزلزال ولا تنقطع حركة سيارات الشرطة وعربات الإسعاف مجيئة وذهابا على الطرق الزراعية وأصوات أبواقها تكاد لا تتوقف.

ويقول جندي من قوات الجيش التي تشارك في عمليات الإنقاذ: (لقد وقع للتو تابع زلزالي.. أحسسنا أن الأرض تميد بنا).

بيد أن الأمطار الغزيرة التي كانت تعوق عمليات الإنقاذ خفت كثيرا.

ويتم علاج المصابين في خيام أعدت لتعمل كمستشفيات ميدانية حيث روت مريضة كيف سوى الزلزال قريتها المجاورة بالأرض.

وأضافت: (كل منازل قريتنا سويت بالأرض. لم يبق الزلزال على شيء).




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد