موسكو - سعيد طانيوس
أعرب دبلوماسي روسي رفيع المستوى عن قلق موسكو من تطلعات حلف الناتو للعب دور عالمي في مجال الأمن. وقال مدير دائرة التعاون الأوروبي في وزارة الخارجية الروسية سيرغي ريابكوف في كلمة ألقاها في مؤتمر عقد في موسكو تحت شعار (الناتو كعامل استقرار للأمن العالمي): (تتعالى تصريحات الحلف حول قدرته على تنفيذ عمليات بدون تخويل من مجلس الأمن الدولي، وحتى بدون موافقة البلدان التي ينوي التدخل فيها). وتساءل: (ألا يعني ذلك تطلعا للعب دور عالمي، والاستحواذ على حق اتخاذ قرارات في مجال الأمن العالمي؟). وأضاف أن روسيا تلاحظ أن الناتو يسعى بشكل متزايد ومفتوح لتجاهل المصالح الروسية في مجال الأمن.
إلى ذلك، مر ما يقارب خمسة أشهر على إعلان روسيا عن انسحاب مؤقت من معاهدة وقعها حلف شمال الأطلسي (ناتو) وحلف وارسو في عام 1990م لمنع وضع مزيد من الأسلحة ونشر مزيد من القوات في مناطق محددة بأوروبا. وتعهدت روسيا (الاتحاد السوفيتي) وقتذاك بتحديد تسليح جيشها في جنوبها وشمالها. غير أن الوضع في أوروبا تغير بعد أن حل كل من حلف وارسو والاتحاد السوفييتي نفسه، فيما انضم عديد من دول شرق أوروبا إلى حلف الناتو من دون الانضمام إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة في أوروبا وهو ما جعل أمن شطر روسيا الأوروبي الخالي من أسلحة ثقيلة في خطر.
لذلك أصرت روسيا على تعديل المعاهدة العائدة إلى حقبة الحرب الباردة البائدة لكي تتفق والواقع الأوروبي الجديد. ولأن دول الناتو ما زالت ترفض المصادقة على صيغة معدلة للمعاهدة فإن روسيا رأت أنه من الضروري أن توجه تحذيراً إلى دول الحلف ملوحة بإمكانية الانسحاب من المعاهدة إذا لم يتبن غيرها من أطراف المعاهدة صيغتها المعدلة.