يرقد على الأسرة البيضاء في مستشفياتنا (شفاهم الله) العديد من المرضى الذين هم في أمس الحاجة لمتبرع لهم بعضو من أعضائه ليعيش حياته الطبيعية في المجتمع، فالدعوة موجهة للأحياء للتبرع ولأسر المتوفين دماغياً بالموافقة على التبرع بأعضاء أفراد عائلتها مثلما حصل مع ثلاث عائلات سعودية حولت مأساتها بموت أحد أفراد عائلتها دماغياً إلى فرصة لمساعدة عدة أفراد وإدخال البهجة والسرور إليهم بعد أن تبرعوا بأعضائهم لمحتاجيها من المرضى وهو الخبر الذي طالعتنا به هذه الصحيفة يوم السبت 12-5 فمرضى الكبد وتليفها في تزايد، فبعض المرضى حالتهم متقدمة ويحتاج لمتبرع متوفى دماغياً حيث إن التبرع من الأحياء بجزء من الكبد قد لا تجدي في الحالات المتقدمة، ومن هنا تكمن أهمية تفهم أسر المتوفين دماغياً بأهمية وإنسانية إقدامهم على الموافقة على التبرع بأعضاء أفراد أسرهم المتوفين دماغياً، والحال ينطبق على مرضى الفشل الكلوي المتزايد وأهمية التفاعل معهم وإيجاد متبرع لهم ونشر الوعي في المجتمع بأهمية التبرع بالأعضاء، كما أن الاستفادة من بقية أعضاء المتوفى دماغياً كالقلب والرئة للمرضى ستساهم في عودة المريض لمجتمعه عضو فعال، فعلى أصحاب الشأن في هذا الموضوع والمؤسسات الحكومية المعنية الحرص على زيادة الوعي الاجتماعي في المجتمع ونشر أهمية وإيجابيات الإقدام على التبرع بالأعضاء من خلال الندوات والمحاضرات والنشرات أو حتى إقرار أسبوع في السنة كغيره للتوعية بأهمية التبرع بالأعضاء، وغيرها من الطرق الكفيلة بوصول هذه الخطوة الإنسانية وأهميتها لكل مواطن.