هل نحن نريد كل شيء بالمجان؟..

ربما نتفق على أن البشر كلهم يحملون هذا الفكر، أو هذا الشعور، لكن من بيننا من يتعامل بحساسية زائدة مع أمور كهذه، وهناك من يؤول هذا الفعل بأنه مشاركة في الرزق، أو منافسة عليه، أو نوع من التعقيد غير المبرر، وتلك انطباعات تولدت، ومن ثم عبر عنها وبأساليب مختلفة بعد أن فرضت الجمعية التعاونية الزراعية بعنيزة رسوماً على دخول السيارات لمواقع محددة في سوق الخضار، وهي خمسة ريالات لكل سيارة، يتم تحصيلها لاحقاً من الدلالين كما أوضحت الجمعية، ونشرت الجزيرة تحقيقات وآراء متتالية عن الموضوع بدأها الأخ عطا الله الجروان، وكان آخرها رد مدير الجمعية، ويبدوا أن الجمعية لم تحسن إدارة الموقف، حيث كان الأولى ما دام المبلغ سيتم تحصيله من الدلالين أن يتم ذلك مباشرة، لا أن يتم فرض المبلغ على المزارع ومن ثم عليه أي المزارع أن يحصل عليه بنفسه من الدلال، فتلك ليست مسؤوليته، كما أن الرسم يتم تحصيله مقابل دخول جميع السيارات، الخاصة بالمزارعين وغيرهم، وهنا مكمن الاستغراب الذي انتاب كثيرين، وفسر القرار إثر ذلك بالعديد من العناوين التي لم يكن لها أن تنتج، أو تستنتج لو تم الأمر بطريقة مباشرة، في الوقت ذاته، فخمسة ريالات قد لا تكون ذات بال لو سلمنا بأن مثل هذا المبلغ يمكن أن يطلب لو ذهب واحد منا إلى المطار مثلاً، وأوقف سيارته لبعض الوقت في المواقف، وكلنا ندفع دون أدنى تفكير، وهذا مثال واحد فقط للمقارنة بين ردود الأفعال الناجمة عن قرارات متشابهة، كان بإمكان الجمعية أن تحصل على المبلغ بطريقة مباشرة، أو أن تحصل عليه عن طريق اشتراك شهري، وبالنسبة للسيارات الأخرى كان على الجمعية أن تعلم ذلك بشكل صريح ومباشر حتى لا يحدث اللبس والتأويل الذي كانت الجمعية بغنى عنه، كان من الممكن أن تقوم الجمعية بتنظيم مناسب وهو تقديم خدمة خاصة لمن أراد مقابل دفع مبلغ رمزي، أما من لم يرد فليوقف سيارته خارج المواقف المخصصة، وهذا هو التصرف الأمثل والمنتظر من الجمعية.