أتابع ما يكتب عن حوادث المعلمات وأقول معقباً: مللنا من كثرة حوادث الطرق التي تحصل للمعلمات، ويذهب ضحيتها الكثير منهن، ومللنا من كثرة الكتابات التي تلقي باللوم على مسئولي تعليم البنات فأنا لا أشك في أنهم يتمنون أن تكون المعلمة قريبة من مدرستها وفي نفس البلد حتى تؤدي عملها وهي مرتاحة بدلاً من أن تصل إلى المدرسة وهي متعبة ومنهكة من عناء الطريق الطويل وبالتالي يكون تأديتها لعلمها أقل من المستوى المطلوب، ولكن اللوم يقع في المقام الأول على أولياء أمور هؤلاء المعلمات الذين سمحو لهن بالعمل في تلك الأماكن البعيدة ووقعوا على إقرارات بأنهم يسكنون في مقر العمل ولكنها إقرارات غير حقيقية وبالتالي تسببوا فيما يحصل لبناتهم وأخواتهم وزوجاتهم من أضرار ناتجة عن تلك الحوادث إذن فهم السبب الرئيس في هذه القضية المهمة ومع ذلك نجد اللوم بعيداً جداً عنهم وكأنهم لم يوقعوا على إقرارات فأنتم السبب يا أولياء الأمور ولا تحاولوا التملص من المسؤولية وتضعوها على عاتق تعليم البنات أو وزارة النقل أو أصحاب مؤسسات النقل فأنتم أوجدتم المشكلة ولا ننسى مشاركة وزارة الخدمة المدنية في هذا الأمر فهي من سهل تعيين أولئك المعلمات في أماكن بعيدة بدعوى السعودة وتعيين المواطنات محل الوافدات حتى تعلن بأنها عينت كذا من المواطنات محل كذا من الوافدات ونسي المسؤولون في تلك الوزارة مسؤوليتهم بأنهم هم الذين فتحوا الباب أمام الناس لهذا العمل واشترطوا إقرارات يعلمون قبل غيرهم سهولة تقديمها حتى لو لم تكن صحيحة كل ذلك بدعوى الحرص على السعودة، مع أن الأخوات الوافدات كن يقمن في تلك الأماكن ويصبرن على ظروف المعيشة بها حتى يؤدين عملهن على الوجه المطلوب ولم نكن نسمع بتلك الحوادث عندما كن يعملن في تلك الأماكن بل سمعنا بها بعدما تدخلت وزارة الخدمة المدنية وفرضت رأيها على تعليم النبات وقامت بإرسال الكثير من المواطنات على وظائف المتعاقدات الواقعة في الأماكن البعيدة.