قرأت في الجزيرة كثيراً من الموضوعات التي تتناول موجة الغلاء ومعقباً عليها أقول: يا معشر التجار اتقوا الله واكبحوا جماح الأسعار التي باتت موجة عاتية ترهق كاهل المستهلك وتزرع القلق في نفسه وتزيد الأعباء المالية عليه ولاسيما فيما يختص بالسلع الضرورية والمواد التموينية.. والدولة قامت بدعم تلك السلع ولكن يظل مجموعة من التجار يتسابقون في رفع الأسعار عبر تنافس محموم ومن خلال زيادات مستمرة شملت معظم المواد الاستهلاكية وباتت أسطوانة الأسعار (موضة مغرية) جعلت العديد من الموردين يعزفون على وتر الجشع والاستغلال دون رحمة بالمستهلك المغلوب على أمره..

والأمل أن تمارس وزارة التجارة وأقسام حماية المستهلك دوراً حاسماً من خلال متابعة المتلاعبين بالأسماء وتوعية المستهلك بالطرق الملائمة لمعالجة موجة الغلاء التي أصبحت هاجساً مقلقاً.. وعبئاً مرهقاً.. وأعتقد أن المستهلك يستطيع مقاطعة السلع المرتفعة الثمن وتحجيم إقباله عليها لإجبار المورد أو التاجر على عدم الاستغلال.

ولا شك أن تجربة (مؤشر الأسعار) الذي نشرته (الجزيرة) قد أسهم في امتصاص حدة الموقف وإعطاء المستهلك صورة واضحة لأسعار المواد التموينية في الأسواق وبالتالي تنوير أذهان المتسوقين وتخفيف وطأة الاندفاع في الأسعار، كما أنه أجبر الأسواق على الدخول في تنافس لجذب المتسوقين بالرغم من بعض الحيل التجارية التي قد تطفو على السطح..

وختاماً الأمل من معشر التجار مخافة الله تعالى وممارسة الكسب المشروع في المشهد التجاري والرأفة بمحدودي الدخل، كما أدعو المستهلكين إلى الإفادة من طرق التعامل الواعي مع موجة الغلاء.