Al Jazirah NewsPaper Thursday  22/05/2008 G Issue 13020
الخميس 17 جمادى الأول 1429   العدد  13020
الإرهاب وآثاره

المكرم رئيس تحرير صحيفة الجزيرة - سلمه الله - تحية طيبة وبعد:

اطلعت على ما نشر في صحيفتكم الغراء على مقال بعنوان (مكافحة الإرهاب) وذلك في صفحة (الرأي) وتعقيبا على تلك الأسطر النيرة أقول: إن الوطن غال وعزيز على أبنائه وأهله المخلصين الذين يذودون عنه بالغالي والنفيس من الأموال والنفوس والذي يحافظون على أمنه ويعبدون الله امتثالا لأمره تعالى: {فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ (3) الَّذِي أَطْعَمَهُم مِّن جُوعٍ وَآمَنَهُم مِّنْ خَوْفٍ}.

وإن الله قد أنعم على بلادنا - ولله الحمد - نعما عظيمة وخيرات كثيرة، في مقدمتها: نعمة الإسلام، وتطبيق الشريعة الغراء، وإقامة حدود الله على منتهكي حرمات الله، فلقد شع في هذه البلاد الغالية نور الإسلام والهدى منذ زمن بعيد وتحقق في ظله الأمن والأمان التي تعيشه بلادنا من الشمال إلى الجنوب، ومن الشرق إلى الغرب، وعم نوره أنحاء كثيرة من البسيطة. وفي هذه الحياة الطيبة والآمنة التي تعيشها بلادنا، والتي يغبطنا عليها الكثير والكثير من العالم يخرج علينا اليوم ما يسمى بالإرهاب في تعدد مسمياته واختلاف صوره وأشكاله نعم إنه الإرهاب تلك المخططات الإجرامية المروعة والآثمة التي قتلت المسلمين، ونشرت الرعب بين المسلمين، وسفكت تلك الدماء التي حرمها الله تعالى، ونشرت الفساد في الأرض الذي نهى الله عنه في كتابه الكريم؛ حيث يقول: {وَلاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ}، ويقول تعالى: {وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ}. نعم إنه الإرهاب ذلك العمل الإجرامي الذي يكدر صفو هذه الحياة وينشر الفساد والخراب في الأرض فيروع الإرهاب الآمنين ويقتل تلك النفوس البريئة من المسلمين، ويقدم صورة سيئة عن الإسلام والمسلمين قد تبقى آثارها سنين طويلة، ويثر على الاقتصاد، ويأتي لنا بأفكار سيئة، ومبادئ دخيلة على الإسلام والمسلمين، فيشوه تلك الصورة الإسلامية الصافية، ويغرر بشباب الوطن الذين يجهلون تعاليم الدين وأحكامه، فتجرفهم هذه التيارات الضالة إلى الضياع والهلاك.

وإن ديننا الإسلامي القويم بمنهجه والسامي بمبادئه صالح لكل زمان ومكان قد حث على كل خير ينفع المسلمين، وحذر من كل شر يضر المسلمين، وجعل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة من أعظم شعائر الدين وسمة من أعظم السمات التي تحقق التعاون على البر والتقوى بين المسلمين فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ينشر المحبة والألفة بين المسلمين ويدفع عنهم المصائب والشرور ويبتعد بهم عن الأفكار الدخيلة والمفاسد التي تضر الدين والوطن، وهو أمان للأمة بعد الله يحفظها من المصائب في الدين والأعراض والأموال ويحفظها من الآفات والأمراض الفتاكة لا سمح الله. والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليسلطن الله عليكم شراركم فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم).

عبدالعزيز السلامة
أوثال



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد