Al Jazirah NewsPaper Friday  06/06/2008 G Issue 13035
الجمعة 02 جمادىالآخرة 1429   العدد  13035
رياض الفكر
بين رسالتين
سلمان بن محمد العُمري

رسالتان مختلفتان تلقيتهما عبر البريد الإلكتروني من قارئين لا أعرفهما، ولم يقدما اسماً ذيل أو أمام رسالتيهما، ولكن الرسالتين مختلفتان تماماً وإن تشابهتا في أصل الموضوع، الرسالة الأولى كانت محملة بالشتائم والقذف والبذاءة ضد أحد البرامج الأسبوعية في إحدى القنوات الفضائية، وهذا البرنامج هو من البرامج النسوية الخاصة الذي تقدمه إعلامية ألطف ما قال عنها صاحب الرسالة (عجوز) مع مجموعة من الإعلاميات، والكلمة الثانية حول مسمى هذا البرنامج من (نواعم) إلى (بهائم) والعياذ بالله، ولم يترك لكرامة الإنسان شيئاً، ونسي صاحب الرسالة الأخلاق النبوية الفاضلة في تقويم الأخطاء، وتصويب المخطئين!

ولم تقتصر إساءة صاحب الرسالة على هذا البرنامج ومن يقدمه، بل راح يقدح، ويتطاول على بلدانهم، وعلى بلدان الضيفات، ولم يترك حيزاً في نقد الموضوع الذي تناولنه سوى في بضعة أسطر فقط، في حين كانت الرسالة التي تزيد عن الأربع صفحات مليئة بما لا يقال ولا يذكر، وكنت أتجاهل مثل هذه الرسائل، ولا أعيرها اهتماماً، لأنها لا تبني ولا تقوم معوجاً، بل تعالج الخطأ بأخطاء، وهذه إحدى مشكلاتنا دائماً أننا نعالج الخطأ إما بخطأ مثله، أو بأخطاء أعظم منه!!

أقول: كنت أتجاهل مثل هذه الرسائل، لولا رسالة أخرى كانت تلي هذه الرسالة مباشرة، وقريبة من موضوع الانتقاد، أرسلها إليَّ القارئ المهذب، وفيها قصاصة للقاء صحفي مع إعلامية سعودية تظهر في قناة (الحرة)، وقد عدت هذه الإعلامية -هداها الله إلى الرشد- (التعدد) بأنه خيانة زوجية، وهذا غيض من فيض مما حمله اللقاء، وإذا كان القارئ الأول قد تطاول على الأعراض والأشخاص والبلدان، فإن هذه الإعلامية لم تقل بذاءة عن صاحب الرسالة بتطاولها على ثوابت الدين، وعلى شريعتنا، والاستهزاء بالدين والقيم، وفي الوقت الذي لا أتفق مع ما يطرح أحياناً في برنامج (السيدات) في القناة الفضائية، إلا أنني أخالف صاحب الرسالة الأولى في طرحه وعرضه للموضوع.

وفي المقابل فإن صاحب الرسالة الثانية أرسل نص الموضوع، مع تعليق بسيط لا يزيد على السطرين بكلمات مؤدبة غير جارحة، ولا تتطاول على عرض، ولم تتهكم، بل كانت استنكاراً لما طرح في الموضوع، والرغبة بعرض الموضوع وانتقاده، وتبيان (التخبيصات) دونما إساءة.

وبكل تأكيد شتان ما بين الرسالتين، سواء كان هذا الإنكار، أو النقد الشخصي، أو عبر رسالة بريدية أو إلكترونية، وأعلم أن مثل هذه الرسائل تصل إلى أصحابها المعنيين أولاً، وقبل غيرهم، ولكن أي الرسائل أو المناصحات سوف تؤدي دورها، هل هي الرسالة التي تحمل الشتائم والقذف، أم الرسائل التي تذكر الله وتخوف به، وتدعو بالهداية للناس، وتحببهم بما عند الله، وترغبهم فيه، وتحذرهم من المخالفة الشرعية؟

أسأل الله لي وللجميع الهداية والسداد.. والله من وراء القصد.



alomari1420@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 5891 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد