Al Jazirah NewsPaper Friday  06/06/2008 G Issue 13035
الجمعة 02 جمادىالآخرة 1429   العدد  13035
نوهوا بالدور الريادي للمملكة في خدمة الإسلام والمسلمين
المشاركون في المؤتمر: مضامين كلمة المليك نبعت من منطلق إيماني وإسلامي مستندة على ثوابت الشريعة الغراء

مكة المكرمة - عبيدالله الحازمي - عمار الجبيري - فهد العويضي - واس

أكد عدد من العلماء المشاركين في فعاليات المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود بقصر الصفا بمكة المكرمة أن مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر تنبع من منطلق إيماني وإسلامي مستندة على ثوابت الشريعة الإسلامية الغراء وأصولها المتينة على نور من تعاليم كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وتوجيهاتهما لعموم البشر بالتعاون والتكاتف لإعمار الأرض وبناء المجتمع الإنساني على قواعد التواصل والتعارف والتآلف على الصدق والمودة. وثمنوا دعوة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله للعالم وشعوبه باتخاذ الحوار وسيلة للتواصل بين شعوب العالم بما يعود عليهم بالأمن والاستقرار والسلام مشيرين إلى مطالبته أيده الله بضرورة الحوار مع الآخر تأسياً بتعاليم ديننا الحنيف.

ونوهوا بالدور الريادي الذي تقوم به المملكة لخدمة الإسلام والمسلمين والاهتمام بقضاياهم والحرص على توحيد لم شمل الأمة وإشاعة روح التآخي بين الشعوب مؤكدين أن هذا المؤتمر يعد سابقة يعود فضلها إلى خادم الحرمين الشريفين وأفكاره السديدة للم شتات الأمة التي لابد لها أن تتحاور فيما بينها عبر هذا المؤتمر لتتفق على صيغة تلغي فرقتها.

وأشادوا ببعد النظر الذي يتمتع به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله وغيرته على الأمة الإسلامية مما دفعه إلى المناداة بضرورة الحوار مع الآخر وأنها مناداة مباركة تجسدت في هذا المؤتمر الذي يحضره ويشارك فيه نخبة من علماء الأمة في شتى أنحاء العالم وفي هذا الوقت الذي تعيش فيه الأمة الإسلامية في صراع وحاجتها الماسة إلى عقد هذا الحوار من أجل أن تقدم للعالم أجمع الصورة الصحيحة للإسلام الذي يهاجم بعنف من قبل أعدائه.

ورأى الأمين العام لمجمع الفقه الإسلامي الدولي الأستاذ الدكتور عبدالسلام العبادي في هذا الصدد أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لعقد مؤتمر للحوار بين الأديان جاءت في وقتها واصفاً إياها بأنها داخلة في لب ما دعا إليه الإسلام من مخاطبة للآخر لبيان حقائق الإسلام مشيراً إلى أن هذه الدعوة التي وجهها حفظه الله للحوار بين أتباع الأديان وهي مبادرة كريمة تأتي منسجمة مع قواعد الشريعة الإسلامية وأحكامها ويظهر فيها حرصه على بيان حقائق الإسلام له والدعوة إلى معاملته بالبر والقسط.

وقال إن الحوار هو الوسيلة المتاحة لتحقيق التعايش والتعارف بين الشعوب والأمم ويمثل محاولة جادة لإزالة أسباب التوتر والصراع بينها وتحقيق التفاهم على قواعد بينة لضبط الواقع الإنساني على مستوى الأمم والشعوب والدول وعلى أساس من العدل والمساواة والاحترام المتبادل.

من جانبه أكد فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام وعضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن الكلمة الضافية لخادم الحرمين الشريفين أيده الله تدل على نظرته الشاملة للعالم أجمع. وقال (إن الدين الإسلامي الذي ننتمي إليه جميعاً رسالة عالمية لا يختص بها شعب دون شعب ولا عرق دون آخر بل هي رسالة شاملة لجميع شعوب الأرض وهي كذلك تفيض بالرحمة الإلهية على جميع الناس دون استثناء). وأوضح فضيلته أن هذا السعي الحثيث المبارك من خادم الحرمين الشريفين حفظه الله يسهم في رقي المجتمعات الإنسانية إلى أعلى الكمالات التي جاءت من أجلها الرسالات السماوية. كما بين رئيس مجلس أمناء منظمة الدعوة الإسلامية المشير عبدالرحمن سوار الذهب أن هذا المؤتمر يعبر عن دعم الأمة الإسلامية ونقلها إلى الأفضل حيث يجتمع فيه علماء المسلمين من جميع الدول الإسلامية والدول التي يوجد بها أقليات إسلامية، مؤكداً أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله لهذا المؤتمر تجسد مدى اهتمامه بالحوار وحرصه أيده الله على أن تعيش الأمة في أمن وسلام واستقرار بدلاً من التفرقة والشتات.

ووصف المشير سوار الذهب كلمة خادم الحرمين الشريفين بأنها كلمة ضافية وتشتمل على مضامين عدة تجسد حرص المملكة على مبدأ الحوار بين أتباع الديانات لما له من أهمية للعالم أجمع كما نوه باهتمام خادم الحرمين الشريفين بخدمة الإسلام والمسلمين وقضايا الأمة الإسلامية لما فيه خدمة مصالحهم وتطلعاتهم.

ودعا الله أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وأن يجزيه خير الجزاء نظير ما يوليه من عناية واهتمام بقضايا الأمم والشعوب. كما أكد قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية في المملكة الأردنية الهاشمية الدكتور أحمد هليل أن كلمة خادم الحرمين الشريفين كانت منهاج عمل ورؤية واضحة للمشاركين في المؤتمر ووضعت النقاط على الحروف في قضية الحوار والدعوة إليه، مبيناً أنها كلمة ضافية أكدت فكر ومنظور الحوار الإسلامي لدى المسلمين وآلية التعامل مع الآخر وفق كتاب الله وسنة نبيه. وأفاد الدكتور هليل أن هذا المؤتمر يأتي في مرحلة مهمة وحساسة في العالم أجمع وبالذات في إطار الشؤون والقضايا الإسلامية والعربية التي تدعو بكل تأكيد إلى ضرورة فتح أبواب الحوار الإسلامي الإسلامي وتأسيس وتأصيل ضوابط وآليات للحوار بين علماء المسلمين ليتمكنوا بعد ذلك من محاورة غيرهم على أسس ثابتة وقواعد راسخة من منطلقات العقيدة الإسلامية ومن منطلقات الالتزام بالضوابط والثوابت الدينية التي من شأنها أن تعزز الموقف الإسلامي خلال الحوار مع الغير. وأضاف قاضي القضاة وإمام الحضرة الهاشمية في المملكة الأردنية الهاشمية أن الدعوة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله للحوار بين أتباع الأديان وما يتبع ذلك من حوار بين الثقافات والحضارات المختلفة في هذا العالم جاءت تعبيرا عن رغبة صادقة من قائد مخلص حفي بوطنه وشعبه وأمته والإنسانية جمعاء وهذه الدعوة هي تفعيل لإحدى القيم الإسلامية الكبيرة التي رسخها الإسلام منذ بزوغ فجره حيث إن دعوة الرسول صلى الله عليه وسلم بدأت بالحوار مع الآخرين بل إن الحوار سنة من سنن الله في الكون وناموس من نواميس الوجود لا يمكن تعطيله أو تجاهله.

من جانبه تحدث وزير الأوقاف الموريتاني الأسبق الشيخ الدكتور عبدالله بن بيه حول ما تضمنته كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز موضحا أنها إنارة أمام المؤتمر لتبين الدرب والطريق التي ينبغي أن تسلك لمعالجة قضية الحوار. وبين أن كلمة الملك المفدى نابعة من منطلق إنساني وفلسفي وتنبه العالم إلى المشكلات التي لا يمكن حلها إلا من خلال الحوار من أجل تجنب الكوارث التي يمكن أن تنزل بالبشرية.

وأكد أن الحوار ضرورة بشرية إنسانية لتشابك العلاقات بين البشرية ولابد من الوصول إلى اتفاق يتسم بالسلام وروح التفاهم والحوار بين أتباع الأديان. كما أكد الأستاذ بجامعة تونس الدكتور جمعة شيخة أن دعوة خادم الحرمين الشريفين لعقد هذا المؤتمر هي دعوة مباركة تهدف إلى توحيد الأمة الإسلامية والجهود الإنسانية في العالم مفيداً أن الحوار بين أتباع الأديان يحدد المصير المشترك الذي ستؤول إليه الأطراف المتحاورة وهو السبيل الأمثل للتعايش بين الأفراد والمجتمعات. وقال (إن المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار يهدف إلى البحث عن الحلول التي تؤدي إلى النفع الصالح على جميع الأديان والمذاهب في شتى أنحاء العالم ومن خلاله يمكن أن نصحح لغة الفكرة السيئة عن الإسلام وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنه). ورأى المستشار بالديوان الملكي المغربي الدكتور عبدالهادي التازي أن كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح المؤتمر أمس تعد وثيقة تاريخية ينطلق منها العلماء والمفكرون والأدباء لرسم طريق جمع الكلمة ووحدة الصف وإزالة الخلافات.

وأوضح أن الكلمة شملت مضامين عظيمة يصعب حصرها في كلمات عابرة بل تحتاج إلى وقفات فهي تعرف للعالم ما عليه الإسلام من كرامة وعدل وقيم إنسانية أخلاقية. وأشار إلى أن كلمة خادم الحرمين الشريفين حفظه الله تدعو إلى التعايش والحوار العاقل والعادل بالحكمة والموعظة الحسنة وإن دعوته أيده الله لمؤتمر الحوار الإسلامي العالمي ودعوة هذا الحشد من أجل مناقشة موضوع في منتهى الدقة والخطورة وهو الحوار موقف شجاع وعظيم.

وهنأ خادم الحرمين الشريفين بهذا الإنجاز راجياً أن يكون لهذه الرسالة صدى في كل أنحاء العالم حتى يعرف الجميع أن الإسلام دين سلام ودين حب ودين يسر.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد