Al Jazirah NewsPaper Saturday  07/06/2008 G Issue 13036
السبت 03 جمادىالآخرة 1429   العدد  13036
أما بعد
يحق للأقلام أن ترثيك
عبد الله بن عبد العزيز المعيلي

ورحل صالح المالك الإنسان، رحل عن الدنيا الفانية، وبقيت سيرته وذكراه الطيبة الندية العطرة، لا أزعم أنني ممن زامله أو عمل معه، لكنني ممن التقى به وتواصل معه، وتبيّن لي كما هو معروف لدى غيري، أنّ صالحاً تتجسّد فيه سمات الإنسان بجل معانيها، وكامل خصائصها، فمن لطف اللقاء إلى سماحة المحيا، يظهر لك وداً وحباً، وكأنك من خالص محبيه والمقرّبين له، يغمرك بدفء العاطفة، وكريم السؤال عن الحال والأحوال.

ولقد سال مداد الأقلام ثراً للمشاركة في التعبير عن مآثره وشمائله، لأنّ المحيط الذي يمد هذا المداد كان غنياً بمحامد الأفعال والأقوال والمواقف، وهذا ما بقي لصالح من الدنيا، وسيظل سجلُّه فيها مضيئاً، وأسأل الله تعالى أن يجعل سجلَّه في آخرته مضيئاً كما إضاءة سجلِّه في الدنيا بين أهله ومحبيه.

لن أغوص في محامده ومآثره وأعماله، فتلك معروفة معلومة لكلِّ من زامله ورافقه وتعامل معه، وستظل هذه المحامد والمآثر والأعمال حية في ذاكرة محبيه، تجدد ذكره والدعاء له، وهذه من الفضائل التي يحمد الله تعالى عليها كل من يوفق فيها، لأنها من سبل تواصل عمل الإنسان بعد الممات ومفارقة هذه الدنيا الفانية.

فهل من مدّكر ومعتبر، فالجاه يزول، والمال ينفد، وتبقى السيرة العطرة متجددة، حية ماثلة بمآثرها ومحامدها، تذكر بالخير دائماً، ويتجدد الدعاء لها بتجدد ذكرها.

هنيئاً لصالح المالك، فقد تبوأ في النفوس مكانة نالها بكريم أفعاله، ونبيل شمائله، ولهذا جاشت المشاعر سيّالة بفيض وجداناتها مشاركة أهله ومحبيه مصاب فقده، رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته، وجعل ما أصابه تكفيراً وتمحيصاً له، ورفعة له يوم لقاء ربه إنه سميع مجيب.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 7789 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد