Al Jazirah NewsPaper Monday  09/06/2008 G Issue 13038
الأثنين 05 جمادىالآخرة 1429   العدد  13038
أشهر التسميات المحلية للسنوات الهجرية وبعض ما فيها من الأخبار والمواليد والوفيات

تقريظ - محمد بن ناصر العبودي

* تأليف - فائز بن موسى البدراني الحربي

(أشهر التسميات المحلية للسنوات الهجرية):

كتاب جديد للأستاذ المحقق المدقق فائز بن موسى البدراني، الطبعة الأولى عام 1429 هـ - 2008م بمطابع الحميضي في الرياض، نشرته دار البدراني للنشر والتوزيع.

ويقع الكتاب في 478 صفحة.

ما أن رأيت عنوانه حتى استكثرته عليه وقلت في نفسي: إنه عنوان طويل عريض تحتاج الإحاطة بمضمونه إلى جهد عظيم ووقت طويل، بل قد تقصر عنه مع ذلك، ولكنني بعد أن أمعنت في قراءته وجدت أن العنوان على ضخامته وشموله أقل مما يستحقه هذا الكتاب المفيد، بل الجليل الفائدة.

ولولا أنني أعرف مؤلفه الأستاذ فايز بن موسى البدراني من قبل لما صدقت أن شخصاً واحداً يستطيع أن يؤلف مثله، لاسيما إذا كان يعمل وحده وليس مكلفاً من جهة ذات إمكانات ثقافية يمكن أن تساعده على ذلك.

فقد كنت قرأت بعض مؤلفات الأستاذ فائز بن موسى المذكور فأعجبت بها كثيراً، وقد استثار عجبي وإعجابي منها بصفة خاصة الكتاب الذي عنوانه (بعض الأعيان وأعلام القبائل في وثائق المحكمة الشرعية بالمدينة المنورة خلال العهد العثماني).

فقد تتبع الأستاذ البدراني تلك الوثائق وأبرزها إبرازاً واضحاً ثم عرَّف بالأشخاص المذكورين فيها، وقد يترجم لهم بترجمات لا توجد في غير كتابه أو لا يمكن الوصول إليها في المظان المتوفرة، لاسيما فيما يتعلق بالأشخاص غير البارزين من قبيلة حرب.

وأهم ذلك ربطه بمن هو معروف منهم في الوقت الحاضر أو بما هو معروف من حالة الأفخاذ والقبائل التي ينتمون إليها من القبيلة.

وبقدر إعجابي بذلك الكتاب (بعض الأعيان وأعلام القبائل) المذكور كان عجبي من ألا ينال الأستاذ البدراني ما هو جدير به من التنويه به، وإبراز علمه فيه.

إن الأستاذ فايز بن موسى البدراني مؤلف ليس كالمؤلفين الباحثين في كتب التاريخ الذين يعيدون ما كتبه من قبلهم من المؤلفين أو يرتبونه أو يبوبونه، وإنما هو يؤلف كتباً في موضوعات لم تُطْرَق من قبل، ويسجل معارف وفوائد لم تذكر في كتاب.

وهذا ما جعل لكتبه تلك النكهة المتميزة من المعرفة.

ونعود إلى الكتاب الذي نحن بصدد الحديث عنه وهو (أشهر التسميات المحلية للسنوات الهجرية).

فنقول: إن المؤلف الكريم قد بين السبب الذي دعاه إلى تأليف الكتاب بقوله في المقدمة (ص 5 -7): لقد لحظت من خلال عملي في التاريخ الشفهي وتعاملي مع الرواة من كبار السن على مدى سنوات من العمل البحثي أن العامة من سكان الجزيرة قبل انتشار التعليم والنهضة الحديثة التي يعيشونها الآن في ظل الحكم السعودي الزاهر كانوا لا يؤرخون للحوادث، ولا يهتمون بالتأريخ أصلاً؛ باستثناء علماء معدودين على الأصابع، ولهذا فقد ضاع الشيء الكثير من تاريخ هذه البلاد لهذا السبب.

ونتيجة لغياب التاريخ والمؤرخين وعدم معرفة العامة للتاريخ الهجري في حسابهم للسنوات، فقد لجأوا إلى التأريخ بأهم الحوادث التي تحصل في كل سنة، كأن يقولوا: إن فلاناً ولد يوم جْرَاب، أو يوم الرحمة، أو سنة الجَرَاد، أو سنة السبَلة.. الخ.

ولأن هناك حوادث متباينة في كل منطقة، فقد تعددت التسميات التاريخية لكل سنة حسب المنطقة أو القبيلة، حتى أصبح لكل منطقة ولكل قبيلة تسمياتها الخاصة بها، مما نتج عنه تعدد الأسماء وتباينها وصعوبة الاستفادة من تلك المعلومات المتضاربة حول هذا الموضوع، خاصة لمن تتبع الروايات العامية كمصدر مهم للتاريخ المحلي، يحتاج معها الباحث إلى تحديد زمن الحوادث؛ خصوصاً المواليد والوفيات للرواة أو غيرهم من شخصيات البحث.

وإضافة إلى ذلك، فإن الرواة في كل منطقة أو قبيلة ليسوا متفقين على تحديد السنوات وربطها بتلك الأسماء المحلية التي يقوم المصطلح عليها).

إلى أن قال: ولذا فقد حاولت في هذا البحث تتبع تلك المعلومات ومقارنتها مع أقوال عدد من الرواة من كبار السن الذين سجلت رواياتهم من أجل تصحيح تلك المعلومات قدر الإمكان، ونشرها في هذا الكتاب الذي أفردت فيه حوادث كل سنة على حدة مع ذكر أسمائها، وشرح تلك التسميات شرحاً موجزاً لمعرفة سبب التسمية.

كما أضفت إلى تلك السنوات أهم الحوادث والأخبار المحلية وخصوصاً التي لم تدون في المصادر التاريخية السابقة مما يحفظه الرواة الذين التقيت بهم).

كيفية عمل المؤلف

بدأ المؤلف الكريم كتابه بسنة 1319هـ وقال تسمى (ذبحة عجلان) سنة استرداد الرياض أو دخول الرياض، ثم شرح ذلك شرحاً وافياً، وقال في سبب بداءته بها:

(نظراً لأهمية هذه السنة في تاريخ وطني العزيز المملكة العربية السعودية فقد جعلتها بداية لهذا التاريخ، تيمناً واعتزازاً بهذه المناسبة الوطنية التي غيرت مجرى التاريخ على أرض الجزيرة العربية، وأشادت دولة عصرية منهجها الشريعة الإسلامية وشعارها راية التوحيد الخالدة).

ثم ذكر الأحداث المهمة في تلك السنة التي هي سنة 1319 هـ، فقال من بين ما قال (ص12و13):

(وفيها ابتدأ العمل في إنشاء سكة حديد الحجاز من الشام إلى المدينة، واستمر العمل ست سنوات قبل أن يصل أول قطار عثماني إلى المدينة المنورة في 25 شعبان سنة 1326 هـ الموافق 1 سبتمبر 1908م.

وقد وصل في أول رحلة للقطار تحط في باب العنبرية بالمدينة المنورة عدد من كبار المسؤولين في الدولة العثمانية، وأقيم بهذه المناسبة احتفال كبير للتعبير عن الفرحة باكتمال هذا المشروع الإسلامي العظيم.

وفيها وقع في مكة المكرمة وما حولها وباء عظيم أيام الحج، مات فيه خلائق كثيرة من الحجاج والأهالي.

وفيها - في 4 شوال - ولد سعود بن عبدالعزيز آل سعود الذي تولى مقاليد الحكم بعد وفاة والده - رحمهما الله -.

وفيها ولد حسن بن ناصر بن فهد بن غشيَّان، وهو من الرجال الذين عملوا مع الملك عبدالعزيز.

وفيها ولد الشيخ خليل بن ناصر بن عمر بن قرملة القحطاني في بلدة الرين، وتوفي فيها سنة 1383 هـ.

وفيها ولد الشيخ عبدالرحمن بن عبدالمحسن الطبيشي، في بلدة الدلم، وهو من الرجال الذين عملوا مع الملك عبدالعزيز، وقد توفي رحمه الله في جدة في 4-4- 1399هـ.

وفيها ولد حماد بن عودة بن صادر الخمعلي، من الرجال الذين عملوا مع المرحوم الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي في إمارة حائل.

وفيها توفي الشيخ إسحاق بن عبدالرحمن بن حسن آل الشيخ، توفي في 27 رجب في الرياض.

وفيها أيضاً توفي الشيخ فارس بن صفوق الجرباء من أشهر شيوخ قبيلة شمر في العراق).

وخص قبيلة حرب منها بعنوان وهو:

(بعض المواليد والوفيات في قبيلة حرب):

ذكر فيها ولادة واحدة وهي ولادة (علي بن مخلف بن هديب) من شيوخ قبيلة الفرذة.

وثلاث وفيات لثلاثة من كبار قبيلة حرب أو زعمائها.

وبذلك انتهت تواريخ أحداث هذه السنة: 1319هـ وانتقل المؤلف إلى السنة التي بعدها وهي سنة 1320هـ.

والملاحظ حرص المؤلف الكريم على توثيق ما يذكره بعزوه ذلك إلى الكتب إذا كان نقله من كتاب مع ذكر رقم الصفحة كما هو المعتاد أو بذكر المرجع الشفهي الذي أخذه عنه، وبهذا اتبع الطريقة الصحيحة في تسجيل المعلومات، ولو جمعنا ما ذكره من المراجع المكتوبة إلى ما ذكره من المصادر الشفهية لوجدنا أن ذلك شيء كثير يحتاج الحصول عليه إلى جهود مضنية، ولكن المؤلف زاده الله توفيقاً للخير لم يبال بذلك، وأبرز كل ذلك مجلواً للقارئ سهلاً للمستفيد قريب التناول فجزاه الله عن الباحثين ومحبي المعرفة خيراً.

والواقع أن الأستاذ الباحث قد أتى بما لم يأتِ به الأوائل في عمله بهذا الكتاب ولاشك أنه سيكون قدوة لغيره من الباحثين الذين سيتعبون إذا ما حاولوا أن يؤلفوا مثل تأليفه، أو حتى أن ينسجوا على منواله فاستحق بذلك الشكر والتقدير من الباحثين، أو من أخلاف الأشخاص الذين ذكرهم في هذا الكتاب.

قواه الله، وزاده صبراً وجلداً على أمثال هذه البحوث المتميزة الصعبة.

ولاشك أن على الجميع من مسؤولين عن الثقافة ومن قراء الكتب أن يشجعوا عمله بشراء نسخ مجزية من كتابه، بل من كتبه، وأن يحرصوا على الإشادة بها والتنويه بجهود مؤلفها الفاضل.

وإذ ذكرنا تعريفاً بالكتاب فإنه لابد من التعريف الموجز بالمؤلف وقد ذكر ذلك في غلاف الصفحة الأخيرة.

والله ولي التوفيق.

التعريف بالمؤلف

الاسم: فائز بن موسى البدراني الحربي

* تخرج في معهد عنيزة العلمي سنة 1396هـ - 1976

* حصل على دبلوم إدارة المستشفيات من معهد الإدارة العامة سنة 1398هـ ثم التحق بالعمل الوظيفي وجمع بين العمل والدراسة على النحو التالي:

- إكمال دورة متقدمة في الإدارة الصحية - الولايات المتحدة الأمريكية.

- درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (1407هـ - 1987م).

- درجة الماجستير في إدارة الصحة النفسية والمستشفيات - جامعة الملك سعود (1410 هـ - 1990م).

* العمل السابق:

- المدير التنفيذي لمركز الأمير سلطان لأمراض وجراحة القلب (1412هـ - 1420هـ).

- مستشار بحوث تاريخية - دارة الملك عبدالعزيز (1420 هـ - 1426هـ).

- مدير مركز حمد الجاسر الثقافي (1426هـ - 1428هـ).

* العمل الحالي:

* باحث متفرغ

* المؤلف له اهتمام كبير في بحوث التاريخ والأنساب وصدر له أكثر من 20 إصداراً، إلى جانب العديد من المحاضرات والبحوث والمقالات المنشورة في الصحف والمجلات التاريخية التخصصية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد