Al Jazirah NewsPaper Tuesday  10/06/2008 G Issue 13039
الثلاثاء 06 جمادىالآخرة 1429   العدد  13039
المنشود
ثقافة التطوع وفرض الكفاية!!
رقية سليمان الهويريني

لئن حظي مصطلح التطوع بمكانة مرموقة في المجتمع الغربي فإن مكانته في الإسلام أكبر وأرحب للدرجة التي يكاد أن يتحول فيها إلى فرض كفاية، وهو ما يمكن أن يطلق على الأعمال التي يتعين القيام بها من لدن جماعة قليلة لمصلحة المجتمع والأمة بأسرها. إلا أن الملموس هو تدني فاعلية العمل التطوعي على الرغم من الحاجة الماسة لهذا العمل النبيل من قبل فئة قادرة نحو فئة محتاجة من داخل البيت الإسلامي الكبير بما يشهده من تحولات اقتصادية وسياسية خطيرة ألقت بظلالها على مستوى المعيشة!!

وفي الوقت الذي تُعرَّف ثقافة التطوع بأنها (منظومة القيم والمبادئ والأخلاقيات والمعايير والرموز والممارسات التي تحض على المبادرة بعمل الخير؛ إما بدرء مفسدة أو بجلب منفعة، تطوعاً من غير إلزام، ودون (إكراه) فإن ثقافة التطوع في المجتمع الإسلامي تتعدى ذلك إلى ارتكازها بالأصل على أسس كثيرة أهمها عقيدة الإيمان بالله والإحسان إلى الآخرين وانتظار الجزاء في الآخرة.

وهي التي تدفع المسلم لفعل الخير، والسعي طواعية لتقديم العون للآخرين ابتغاء وجه الله تعالى.

ورغم ذلك، فإن التطوع لا يأخذ الاهتمام المطلوب؛ إما بسبب الجهل بأهداف العمل التطوعي وفكرته الإنسانية أو جمود آلياته وإجراءاته، أو بسبب الخوف من إلصاق تهمة الإرهاب أو الملاحقة القانونية، وهو ما قلل من الانضمام للعمل التطوعي على الرغم من نبل الفكرة وسمو الهدف.

كما أن بعض المؤسسات التطوعية تتجاهل التحفيز والتنشيط للمتطوع فلا تشعره بأهمية انتسابه لها ولا تمنحه الشعور بالانتماء للمنظمة فضلا ًعن الإحباط الذي يعتريه بسبب سهولة التخلص منه، إما لوجود البديل أو لانتفاء توثيق العضوية عبر عقود ولو كانت أدبية! ولابد أن ندرك أن الاختيار الصحيح للمتطوعين لابد وأن يتفق وإمكانات المتطوع ورغباته ولا يتعارض مع مفاهيمه الثقافية والمجتمعية، والتركيز على هذه الجزئية يؤدي للمساهمة في توفير القدرة على استثمار طاقات المتطوع وخفض كلفة إعداده، والإسراع في بلوغ الأهداف ومنع التضارب والحيلولة دون شعوره بالإحباط، مع مراعاة عدم تحميل المتطوع فوق طاقته، وضرورة إشراكه في اتخاذ القرارات ومشاورته وإبراز جهوده.

وحين يحظى التطوع بالقبول، وينال المتطوعون الاهتمام المجتمعي، فإن ذلك من الدواعي التي تجمِّل العمل التطوعي وتحببه للناس وتجعل الانتساب له من الأمور المحمودة والدافعة للحصول على رضا الله أولاً، ومن ثم كسب احترام المجتمع واستحسانه وتقديره مما يسهل على الآباء والمربين ويساعدهم على غرس حب العمل التطوعي والمنافسة للانضمام إليه، وهو عمل -لو تعلمون- نبيل!!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب 260564 الرياض 11342
















لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد