Al Jazirah NewsPaper Wednesday  11/06/2008 G Issue 13040
الاربعاء 07 جمادىالآخرة 1429   العدد  13040
كتب
إعداد - تركي إبراهيم الماضي

أول كتاب باللغة العربية في مهنة الصيدلة

السلطان يطرح رؤاه الصيدلانية في كتاب جديد

صدر مؤخراً في مدينة الرياض كتاب (رؤى صيدلانية) لمؤلفه الصيدلي عبدالرحمن بن سلطان السلطان (الباحث الدوائي والمتخصص في الإدارة الصيدلية), والذي يتناول في 260 صفحة من القطع المتوسط تميّزَ مهنة الصيدلة بتنوع مجالاتها واتساع آفاقها.

الكتاب عبارة عن توثيق متكامل لمجموعة متعددة من الأبحاث والمقالات واللقاءات التلفزيونية، التي تناولت شؤون وشجون مهنة الصيدلة على كافة تخصصاتها الفرعية. نشرت في باقة متنوعة من الصحف اليومية والمجلات الدورية المتخصصة, والقنوات الفضائيات العربية, فضلاً عن مواقع ومنتديات الصيادلة على شبكة الإنترنت.

حاول المؤلف من خلالها بث روح التطوير والتجديد لدى الصيادلة, ونقل تجارب وخبرات متقدمة, كما عرّج على المسيرة التاريخية لتطور المهنة في المملكة. مع تركيزه الدائم على الدعوة إلى فتح مجالات وظيفية جديدة للمهنة, وزيادة أوجه تفاعلها مع شرائح المجتمع, وإفساح السبيل أمام الجيل الجديد من الصيادلة والصيدلانيات الشباب لترك بصمتهم على هذه المهنة العريقة.

الكتاب الذي يعتبر الأول من نوعه يقدح شرارة التطوير والبناء, في مهنة تقع الأمانة على سلم أولويات أخلاقياتها المهنية, تلك المهنة التي لم ولن تتطور سوى بأبنائها على حد تعبير المؤلف.

***

الصعقة الفضية في الرد على منكري العربية

تأليف: سليمان بن عبدالقوي الطوفي الحنبلي

دراسة وتحقيق: الدكتور محمد بن خالد الفاضل

اللغة العربية لغة سامية رفيعة بليغة، خلد الله ذكرها بنزول القرآن الكريم، وقد مسها أعداؤها بشيء غير قليل من الذم والعيب وحط القدر، فجند الله لها جنوداً من سماء الكون وأرضه، يلمون شعثها، وينهلون من منابعها، الفصاحة والبلاغة وحسن القول، يجملون به أقوالهم وألسنتهم، وحينما مس اللغة العربية ماس بليد في العصر الحديث تكالب محبوها وعاشقوها على تنفيره والحط من شأنه، لأنها لغتهم لغة القرآن، ومنبع مجدهم ومن العجائب هبوب ريح العربية على أنوف ذويها حينما يمسها حاقد أو حاسم أو جاهل، والتاريخ شاهد على ذلك، فقد هب علامة زمانه (سليمان الطوفي) وشاركه محب لها غيور عليها في الدفاع عنها هو سعادة الدكتور الفاضل (محمد بن خالد الفاضل) فأولهما: ألف، وثانيهما: حقق، والحمد لله على ذلك حينما أنزل الله الداء أردفه بالدواء ولله في ذلك حكمة، وهذا الكتاب يقدم نفسه، وينضر بذاته، وحق له ذلك، يقع الكتاب في (728) صفحة، وتلحظ في متنه ذلك الوفاق الشديد بين اللغة العربية والفقه الإسلامي، وهو توافق ينم عن شخصية الطوفي وثقافته وحسن علمه، قرأت الكتاب ومتعت به، ووجدت أموراً شتى، وحقائق عظمى منها: ما بذل فيه محققه من جهد جهيد، وهدف فريد وهو خدمة اللغة العربية وقد فرح سعادة الدكتور (محمد بن خالد الفاضل) -حرسه الله- وأمضى مع الكتاب سنوات طوال بلغت ست سنين، وقد حقق الله سبحانه وتعالى له ما يريد، فجاء الكتاب يقدم نفسه بمتنه وحواشيه وقد جاءت مزركشة ومطرزة بجميل القول، وعظيم المقال، هذا ويتسم الكتاب بجودة عرض معلوماته العسيرة على الفهم، فتأتي الحاشية لتنتذل من هذا، وتحول السأم والملل إلى متعة ونضارة يشتد بها عزم القارئ على المضي والإمعان في تلذذ الحقائق، وتذوق المعلومات.

ويفصح لنا بقوله التالي: (إن الناظر في هذا التراث الضخم ليدعو لأولئك العلماء بالرحمة والرضوان لأنهم قد خدموا اللغة وأسسوا أصول علم النحو وقواعده وشادوا فروعه ولموا شتاته وجمعوا أطرافه وقربوا نواصيه وذللوا دانيه، مما حدا بعض الكتاب أن يصف علم النحو بأنه علم قد نضج واحترق...)، وقد قسم المحقق -حفظه الله- كتابه إلى متسمين اثنين وهما التحقيق ودراسة دقيقة حسنة الأسلوب في الحديث عن المؤلِّف والمؤلَّف وفيها ينابيع متفجرة زاخرة بالعطاء، مكللة بالنماء، فالمحقق يتأمل في كل شيء يراه أمامه، وقد تناول الطوفي من رأسه إلى أخمص قدميه، وهو جهد ينم عن باع طويل في العلم، خصوصاً في مجال تحقيق المخطوطات والنظر فيها والإمعان في ذلك، والكتاب محقق تحقيقاً علمياً رفيع المستوى لا يشق له غبار، وهو يوحي بما يتسم به المحقق من همة ومعرفة ونضج عميق، وجلد دقيق.

ومما ساقه المحقق لنا من غرائب الطوفي وعجائبه قدرته على التأليف في وقت قصير، حيث إن سرعة التأليف عنده تصل إلى أربعين يوماً وهي في زيادة أو نقصان، ويتسع المجال ليقول لنا المحقق الفاضل ما نصه: (.. ومعنى ذلك أنه ألفه في قرابة أربعين يوماً فقط - هذا فيما يختص بكتاب آخر للطوفي - وهو كتاب كبير يقع في (218) ورقة، وهذا ما يؤكد ما سبق أن أشرت إليه من مقدرة الطوفي العجيبة على التأليف، حيث إن أغلب كتبه ألفت في مثل هذه المدة أو أقل منها بكثير..).

وختاماً: فمن مزايا الكتاب تطعيم القول بشواهد من الشعر جميلة رائعة، والأمانة العلمية في النقاش والاستدلالات، فهو قد أنصف الكتاب والكاتب وقد لفتت نظري همة المحقق في مناقشة موضوعات عدة من أهمها دراسته وتحققه من عقيدة الطوفي هل هو من الروافض.

وما زال المحقق في سيره الحثيث عن هذه العقيدة على قدم وساق حتى نفى عنه التشيع والفض وتأكد المحقق من كون الطوفي سني العقيدة، حنبلي المذهب فلله درهما.

حنان بنت عبدالعزيز آل سيف


bent-alaasha@hotmail.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد