الرضوخ للأمر الواقع هو عين العقل.. إذا كان هناك مصلحة فنؤيد ذلك.. والعكس كذلك أن نرضخ بأمور ليس من المفترض أن تكون.
تكون الأمثلة (الحية) هي خير دليل لأي موضوع يتم طرحه عبر وسيلة الإعلام المقروء.. الدليل قاطع لأي جدل.
التعليم رسالة موصولة للمتلقي، ينتفع بها الطالب والطالبة من المرحلة التعليمية، التعليم بداية بمراحله الثلاث، الابتدائي والمتوسط والثانوي، ومن بعدها يدخل في مرحلة تعليم أخرى (التعليم الجامعي)، تتغير المفاهيم التعليمية والمناهج والطرق، حتى الفصول والجو التعليمي يختلف نهائياً.
آلاف المدارس تحتضنها مملكتنا الحبيبة، كل مدرسة لديها خطة تعليمية بكيفية توصيل المادة للطالب والطالبة، اجتهادات من المسؤولين واستعداد مع بداية العام.
مع بداية كل عام دراسي جديد توزع الكتب، وبعد ذلك تأتي الطلبات من دفاتر وأقلام وغيرها من أدوات (قرطاسية) يحتاجها الطالب وتحتاجها الطالبة، شي بديهي أن يتم توفير الأدوات لأبنائنا، ومن المفترض أن نحرص على ذلك.. أكثر ما تأتي الطلبات من فتياتنا، رسومات، أعمال منزلية، وسائل مكتوبة، وغيرها الكثير.. إلا هذه النقطة نتمشى مع رغبات (كل معلمة) ولا نريد أن ندخل بجدال، سياسة كل أب أن لا يريد أن تكون ابنته (مختلفة) عن بقية زميلاتها، حتى لا تدخل في متاهات وعقد نفسية مستقبلاً..
نعود إلى عنوان المقال:
نسمع كثيراً وأصبح هذا الموال يتردد سنوياً من أبنائنا (طلاب وطالبات) حول مطالبة المدرسة لدفع مبلغ وقدره (خمسة ريالات، عشرة ريالات) ولماذا؟
لإصلاح مكيف (عطلان) لإصلاح برادة الماء، لإصلاح (مظلة) وغيرها الكثير من الطلبات التي ليس من (مهام أو واجبات أبنائنا)..
إن التعليم هو رسالة فقط، مادة يجب أن نوصلها لأبنائنا، مهام وواجبات أبنائنا أن يذهبوا كل صبح لكي يتعلموا ويجتهدوا وعمل واجباتهم التعليمية فقط.. ولكن أن نطالبهم بأشياء ليس من واجباتهم فهنا نقف ونتساءل.. من أقر هذه القرارات؟
إذا كانت هناك مدرسة واحدة أو اثنتان تتمشى مع هذا لسياق فبإمكان التطرق إلى المسؤول الأول في تلك المدرسة، ولكن هناك عشرات المدارس في مدينة الرياض أصبحت مع الأسف اعتادت كثيراً ويطالبون الأبناء بمبلغ وقدره؟!
أبناؤنا وبناتنا أصبحوا (وسيلة دفع) لمؤسسة فنية لصيانة مرافق المدارس!!
أطفال لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات لا يفقهوا ولا يعلموا، وهناك من يستغل براءة الأطفال بذلك!!.
أليس من المفترض أن تقوم الجهة المعنية بوزارة التربية والتعليم بصيانة شهرية أو ربع سنوية لخدمات المدارس من كهرباء وسباكة وغيرها؟
يؤسفنا كثيراً أن تأتي ابنتي أو ابني مطالبين بمبلغ (عشرة ريالات) لإصلاح مكيف أو غيره، ليس المشكلة بالمبلغ ولكن المسألة مسألة مبدأ فقط، قد يستغرب أي مسؤول بتلك الطالبات ويتفوه (كيف ولماذا؟) ليس ذنب أي ولي أمر بأن يتفوه بالحقيقة ولكن المسؤولية تقع على الجهة المعنية بذلك.إذا كانت (الباصات) المخصصة للنقل خير شاهد، انعدام التكييف، مقاعد تالفة، أرضية متسخة لا نستغرب من أي جديد.. ولكن من يعي؟
s.a.q1972@gmail.com