Al Jazirah NewsPaper Sunday  29/06/2008 G Issue 13058
الأحد 25 جمادىالآخرة 1429   العدد  13058
المنشود
رخصة زمان، وعتب على المرور!!
رقية سليمان الهويريني

في مجلة نادي السيارات احد إصدارات (الجزيرة) اطلعت على رخصة قيادة قديمة، وبالتحديد في تاريخ (1374هجرية) وكانت موقعة بإمضاء (مدير الأمن العام) حين كان المدير لا يشغله كثير شاغل!! فتراه متفرغاً لتوقيع الرخص والاستمارات، بل لعل إدارة الأمن (زمان) تقوم بجميع الأمور الأمنية كالشرطة والمرور ومكافحة المخدرات وقوة الطوارئ الخاصة وقوة المهمات وشعبة التحريات والبحث الجنائي وحرس الحدود.

والرخصة آنذاك لم تكن بطاقة بل دفتراً صغيراًً بخمسة عشر ورقة على جانبه الأيمن صورة السائق، مدموغة بالطوابع والختم. أما الجهة اليسرى فيوجد الرقم والاسم واللقب والجنسية، ورقم التابعية وتاريخها والسن وليس تاريخ الميلاد! أما الصفحات الباقية فتتضمن توضيحاً بالرسم والتأشير باليد لعدة ملاحظات وتنبيهات لتخفيف السرعة في البلدة والمنعطفات والحذر من المخالفات لأن (قلم) المرور يراقب السير! وقلم المرور يعني تماماً الرادار حالياً. والصفحتان الأخيرتان فيهما توضيح للمخالفات والعقوبات.

أما العقوبات فيتكبد مرتكبها لأول مرة دفع خمسة وخمسين قرشا، أو يتم سجنه أربعة أيام، والقرش هو العملة التي حلت محلها الهلل حاليا، فلا يكاد يعرف أبناؤنا هذه العملة إلا في أحد دروس الرياضيات في أحد الصفوف الابتدائية! بينما البقالات والصيدليات فلا تعترف حتى بالهلل فتستبدلها بأحد أنواع اللبان أو المناديل.

ومن ضمن المخالفات: السير بدون توازن، ودون نور خلفي، أو بنور واحد من الأمام، والسير على الشمال، وكذلك استعمال (رقم كاذب) أي لوحة مزورة، أو عدم وجود (نمرة بالسيارة)! أي بدون لوحة إطلاقا!! وخذ هذه المخالفة (السير بدون أن يكون حاملاً رخصة السواقة معه، وعدم الوقوف حين طلب الشرطة، ونقل أشخاص أكثر من العدد المقرر، والوقوف حين مرور سيارة جلالة الملك).

ومن المخالفات الطريفة: (عدم إسكات المنبه عند نفور الجمال، حين كان للجمل مكانة أكثر من المزاين! وكذلك السماح لأحد بالركوب على أجنحة السيارة! وعدم إخبار مخافر الشرطة عن السيارة التي تصادفها معطلة!! ومحاولة تعدي إحدى السيارات في طريق ضيق.

والأطرف عدم تضمن المخالفات لقطع الإشارات المرورية ربما لعدم وجودها آنذاك، كما لم يأتِ أي ذكر للتفحيط حيث يبدو أنه مقترن بالرفاهية والنعمة واللامبالاة!

ما أعجبني حقاً هو أن السائق كان على علم تام بماهية المخالفات والعقوبات المترتبة عليها، وهو ما يجعلنا نعتب على المرور حالياً لأنه لم يوفر للسائقين دفتراً شبيهاً برخصة زمان متضمنا شرحاً لأجزاء السيارة ومتطلبات صيانتها ومعرفة ببعض أبجديات الميكانيكا، وبيان خطورة إساءة استعمالها، وشرحاً لعلامات المرور، وبيان مساوئ التهور أثناء القيادة، وخطورة قطع الإشارة والتعريف بحق الطريق، وتوضيح مدلولات الخطوط الأرضية، وبيان كيفية القيادة الآمنة للسيارة وقت الذروة والزحام، واستخدام الطرق البديلة، وضرورة فسح الطريق لعبور سيارات الطوارئ.

ولعل نشر الوعي بين السائقين وبث ثقافة القيادة الصحيحة يكون سببا في الحد من الحوادث اليومية القاتلة!!

rogaia143@hotmail.Com
ص. ب260564 الرياض 11342












لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6840 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد