Al Jazirah NewsPaper Sunday  29/06/2008 G Issue 13058
الأحد 25 جمادىالآخرة 1429   العدد  13058
أضواء
رسالة إلى أوباما
جاسر عبدالعزيز الجاسر

من جاسر عبدالعزيز الجاسر

الرياض/ حي الصحافة/ جريدة الجزيرة/ ص.ب 354 الرمز البريدي 11411

إلى المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية

باراك أوباما / إلينوي

* السيد المرشح الديمقراطي لانتخابات الرئاسة الأمريكية السيناتور باراك أوباما، يعلم الله أني أتمنى فوزك بانتخابات الرئاسة الأمريكية القادمة، ليس فقط حباً بأسلافك الأفارقة المسلمين بل بأمل أن تتخلص البشرية من طبول الحرب التي دأب أسلافك الأمريكيون ممن يسكنون البيت الأبيض دقها، منذ وصول رسل المحافظين الجدد من أمثال جورج دبليو بوش ونائبه ديك تشيني ووزيرهم السابق رونالد رامسفيلد.

سيدي السيناتور، لا تجعلنا نصدق ما يقولونه عنك بأنك حديث العهد بالسياسة وأنك قليل الخبرة، فالذي تقوله عن جهود العرب لإنجاح السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين يكشف عن جهل مطبق عما يحدث في الشرق الأوسط.

هل تعلم سيدي السيناتور أن المملكة العربية السعودية التي ذكرتها في رسالتك للرئيس جورج دبلو بوش مذكِّرها بواجب، تقوم به منذ أكثر من قرن دون منة أو تحفيز من أقرانك الأمريكيين بمساعدة الفلسطينيين مالياً ومعنوياً، فالمملكة العربية السعودية تقدم مساعداتها المالية المستمرة منذ أن كان سعر برميل البترول أقل من عشرة دولارات، أما زملاؤك من أعضاء مجلس الشيوخ ورؤساء أمريكا، فإنهم يقدمون السلاح الذي يقتل أبناء الفلسطينيين!!.

* سيدي السيناتور

لنعود إلى جهود السلام.. فهل تعلم أن المملكة العربية السعودية، وفي عهد الملك الراحل خالد بن عبدالعزيز قدمت مبادرة للسلام، صاغها الملك الراحل فهد بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد، سميت بمبادرة فهد، تلك المبادرة التي تبنتها الدول العربية في قمة فاس سنة 1982م، والتي تجاهلتها إسرائيل تماماً مما أفسح المجال لحروب أخرى وسقوط قتلى أبرياء من الفلسطينيين والإسرائيليين معاً.

وفي عام 2001م قدم الملك عبدالله بن عبدالعزيز مبادرته لتحقيق تسوية عادلة في الشرق الأوسط تنهي الحروب بين الفلسطينيين والإسرائيليين وتحقق السلام على أساس الأرض مقابل السلام، هذه المبادرة التي تبنتها جميع الدول العربية وأوضحت في هذين المشروعين أنها مستعدة لقبول دفع ثمن السلام ليس فقط بالاعتراف بإسرائيل بل وبتطبيع الأو ضاع معها وإقامة كل أنواع العلاقات المشروعة معها وإنهاء حالة الحرب القائمة منذ عام 1948م.

* السيد السيناتور.. ماذا قدمت إسرائيل، وكيف ردت على دعوات السلام العربية؟!! لا شيء.. سوى بناء مزيد من المستعمرات على أرض الفلسطينيين وقتل مزيد منهم بعد استفزازات وهجمات شملت الحرم القدسي، وكنيسة القيامة، واحتلال جميع المدن الفلسطينية، وفرض الحصار على قطاع غزة، حتى أوصلت سكانه إلى ما دون حافة الفقر.

السيد السيناتور باراك اوباما.. هذا غيضٌ من فيض وعليك سؤال المنصفين من المخضرمين في وزراء الخارجية من حزبك الديمقراطي، عن كيف ركَل الإسرائيليون السلام، اسأل الرئيس الوقور جيمي كارتر، بل اسأل الداعم الجديد لحملتك الانتخابية بيل كلنتون عما فعله الإسرائيليون وكيف عطلوا السلام وحرموه من إنجاز تاريخي حينما جمع ايهود باراك والزعيم الراحل ياسر عرفات.

السيد السيناتور.. اقرأ واسأل واستمع، ولا تتسرع وتكسب عداء العرب من أجل حفنة أصوات اليهود فالحقيقة أصعب من أن تشترى حتى وإن كان إجهاضها طريقك للوصول إلى شارع بنسلفانيا في واشنطن دي سي حيث يقع البيت الأبيض .



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد