Al Jazirah NewsPaper Sunday  29/06/2008 G Issue 13058
الأحد 25 جمادىالآخرة 1429   العدد  13058
الفيفا: المناطق المخصصة للجماهير هي مستقبل كرة القدم
مشاهدة كرة القدم على شاشات كبيرة هي ظاهرة جديدة نسبياً

تحدت الجماهير الإسبانية والروسية يوم الخميس الماضي العواصف والأمطار الغزيرة من أجل تشجيع منتخبي البلدين أثناء وجودها في المنطقة المخصصة للجماهير التي تبتعد كيلومترات عن مكان إقامة المباراة مما يثبت ظاهرة أصبحت متكررة في أي بطولة كبرى هي منطقة المشجعين.

لم تكترت اليونورا منديز القادمة من مدريد بالرعد والبرق وفريقها يواجه روسيا في استاد ارنست هابل بالعاصمة النمساوية بحثاً عن بطاقة التأهل للمباراة النهائية لأمم أوروبا 2008 لكرة القدم ولم يكن ممكناً أن تكون موجودة في أي مكان آخر.

وقالت منديز التي سافرت من ميونيخ، حيث تدرس في إحدى جامعاتها (إنها لحظة مهمة للغاية بالنسبة لي ولم أتمكن من الحصول على تذكرة. يجب ببساطة أن أكون قريبة (من الحدث). أريد أن أكون وسط الكثيرين والأجواء الاحتفالية الموجودة إذ يختلف ذلك تماماً عن الجلوس وحيدة في المنزل).

وتجمع الملايين في وسط المدن لمشاهدة مباريات كرة القدم على شاشات كبيرة هي ظاهرة جديدة نسبياً. إنها ظاهرة يبدو أنها ظهرت لتبقى. وبدأ الانتشار الواسع للمناطق المخصصة للجماهير في كأس العالم 1998 بفرنسا عندما وضع منظمو البطولة شاشات عملاقة في الساحات الكبيرة في المدن لمنح الجماهير التي لا تمتلك التذاكر الدخول في أجواء كرة القدم الرائعة.

وإعجاباً بعشرات الآلاف من الجماهير المجتمعة للتشجيع والاحتفال في الشوارع قرر مسؤولو الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) تطوير هذه الظاهرة الجديدة والاستفادة منها. وقال الكسندر كوتش مسؤول الاتصال الخاص بالتسويق في الفيفا (لقد درسنا هذه الظاهرة بشكل أكبر ووجدنا انها هي مستقبل كرة القدم. ترغب الشركات الراعية في وجود تجمعات حماسية للإعلان عن منتجاتها وأكثر التجمعات حماساً يمكننا أن نجدها (للجماهير) في المناطق العامة لمشاهدة المباريات).

ووجهة النظر هذه أثبتت نجاحها الكبير في نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا. وكان يرغب نحو 30 مليون شخص في شراء تذاكر بكأس العالم لكن مع وجود ثلاثة ملايين تذكرة فقط للبيع فإن الحال انتهى بأكثر من 18 مليون شخص بمشاهدة المباريات أمام شاشات عملاقة بالمدن والبلدات في ألمانيا.

وقال كوتش (إنها مثل أي لحظة تاريخية أخرى.. يشعر الأشخاص بالرغبة في أن يكونوا جزءاً منها. يريدون أن يقولوا إنهم كانوا هناك. والأمر يكون أكثر متعة عندما تشعر بسعادة أو حتى بحزن بوجود 100 ألف آخرين من حولك).

وفي الوقت الذي يزود الفيفا فيه المناطق بالشاشات والسماعات فانه يكون على المدن أن تضمن المساحة والأمان والتسهيلات للجماهير. ولتعويض ذلك من الناحية المالية فإنه يسمح للشركات الراعية بالإعلان عن منتجاتها في المناطق المخصصة للجماهير فيما يكون من حق المدن أن تقرر الأطراف المسموح لها ببيع الطعام والشراب.

وقالت انيا ريتشتر المتحدثة الرسمية باسم منظمي المنطقة المخصصة للجماهير في فيينا إن الشيء الملاحظ بقوة هو الإقبال المتزايد من الفتيات والسيدات على مشاهدة المباريات أمام الشاشات العملاقة وتبقى نسبة حضورهن نحو 40 بالمئة من إجمالي الحضور.

ويأمل منظمو منطقة الجماهير في فيينا أن تشهد المنطقة مليون زائر اليوم الأحد عندما تلتقي ألمانيا مع إسبانيا في المباراة النهائية.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد