Al Jazirah NewsPaper Thursday  03/07/2008 G Issue 13062
الخميس 29 جمادىالآخرة 1429   العدد  13062
للرسم.. معنى
الفنون الأضعف.. الأجمل
محمد المنيف

لا يجهل أي منا أن كلمة فنون تطلق على كل سبل التعبير عند الإنسان ابتداء من فنون الإشارة والإيماءات الجسدية باعتبارها اللغة الأولى قبل الكلمة، مروراً بالكلمة، ووصولاً إلى كل إبداع ابتكره الإنسان. كما لا نختلف على أن الفنون تتنوع بين مسموعة كالموسيقى والغناء ومرئية كالرسم والخط والرقص ومقروءة كالشعر والقصة والرواية، لكن الأمر يتعلق بأيهما أهم وأقوي قبولاً وقُرباً عند العامة على مختلف العصور. ولو عدنا إلى الخلف خصوصاً في محيطنا العربي وفي الجزيرة العربية تحديداً لوجدنا أن الشعر بكل تخصصاته الراقية كالمديح والحكمة له الأولوية، يتبعه الحداء أو كل ما يرتبط بالصوت عند التغني بالشعر، يليه الرواية والقصة. أما اليوم فالأمر مختلف نتيجة وجود وسائل الإعلام الحديثة التي أصبحت سبيلاً لتقديم من كان في مؤخرة السباق ليحتل المقدمة كالطرب الساذج وما يتبعه من الاستعراضات المثيرة بكل تفاصيل الجسد التي تجد المتابعة الكبيرة من فئة الشباب، يليها الشعر (الشعبي) الذي تكاثرت وتنافست عليه القنوات الفضائية وسخّرت له أنامل المخرجين ومصممي الديكور ومعدي البرامج؛ كونه مصدر رزق وكسب؛ ليصبح في متناول الأيدي والأذان. أما الفنون الأضعف والأقل حظاً فهي الفنون البصرية المرئية كالرسم والنحت (الفنون التشكيلية)؛ فهي لا تجد سبيلاً للمنافسة بحجم الأغنية ولا حضوراً بمستوى الشعر، ورغم ذلك يجاهد ويعاني المنتمون إليها للوقوف على أقدامهم. هذا الواقع قد يكون من أهم أسبابه تأخر حضور هذه الفنون وحداثة ولادتها في مجتمع لا تزال ثقافة أفراده متعلقة بفنون راسخة الجذور، وهو واقع لا يمكن تخطيه أو تجاوزه، جعل جمهور كل فنون حديثة نخبوياً، لا يتعدى أصابع اليد، وقد يكون غير مرئي عند مقارنته بجماهير الفنون السابق ذكرها.

هذا الإحساس وهذه الحال لن تكون مصدر إحباط بقدر ما تجعل المنتمين لفنون الرسم والتشكيل أكثر إصراراً على إثبات وجودهم في زمن انفتحت فيه العقول على كل ما هو جديد، ويكفي لها هذا الزخم من التشكيليين من شباب وشابات يمارسون هذا الفن الأجمل.

MONIF@HOT MAIL.COM



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد