Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/07/2008 G Issue 13067
الثلاثاء 05 رجب 1429   العدد  13067
أضواء
وشيجة الحُبِّ بين الأسبان والعرب
جاسر عبدالعزيز الجاسر

مع أن العديد من الدول العربية له علاقات وثيقة وصلات ثقافية واقتصادية بالعديد من الدول الأوروبية، وخصوصاً تلك الدول التي تعرضت للاستعمار من بعض الدول الأوروبية،بعد أن تركت الدول المستعمِرة إرثاً ثقافياً لا يزال تأثيره واضحاً؛ فالدول التي كانت مستعمَرة من بريطانيا متأثرة -وبشدة- بالثقافة الإنجليزية، وللغة الإنجليزية سطوة وهيمنة على مثقفي تلك الدول، بل تعد اللغة الثانية بعد اللغة العربية، وهذا واضح في الدول الخليجية ومصر وفلسطين والأردن والسودان وجنوب اليمن. في حين نجد سيطرة اللغة الفرنسية في البلدان التي كانت مستعمرة من قبل فرنسا، إذ تكاد اللغة الفرنسية تزاحم اللغة العربية في بلدان شمال أفريقيا ولبنان وسوريا.

أيضاً.. ونتيجة للعلاقات السياسية إبان فترة الاستعمار نمت العلاقات الاقتصادية بين تلك البلدان والبلد الذي كان يستعمرها، في حين نجد أن الروابط العاطفية -إن صح التعبير- أو العلاقات ذات الخصوصية الثقافية والوجدانية أضعف بكثير من تبعات الإرث الثقافي والمصلحة الاقتصادية، وهو عكس ما نراه بعلاقات العرب عموماً بأسبانيا التي لم تكن لها مستعمرات داخل الوطن العربي سوى جيوب في المغرب العربي، منطقة الصحراء الغربية والتي انتهت بعد المسيرة الخضراء التي قادها الملك المغربي الراحل الحسن الثاني وانتهت باستقلال الصحراء الغربية، وسبتة ومليلة اللتين تنتظران تفاهماً أسبانياً مغربياً لينهيا تلك الحالة غير الطبيعية التي تتمثل في امتداد السيادة الأسبانية إلى داخل الأرض المغربية، ومع هذا فالروابط العاطفية والثقافية العربية الأسبانية أقوى منها قياساً بالثقافات الأوروبية الأخرى، كالفرنسية والبريطانية والإيطالية والألمانية.

فالأسبان يشعرون ويفصحون عن ذلك دائماً - وبفخر- بأن في دمائهم نسبة من دماء العرب، وأنهم ورثوا من عرب أندلس، سمرة الوجه، وسواد الشعر، والعيون والعاطفة المتأججة.

والعرب ينظرون على الأسبان، وكأنهم أبناء العم، وأنهم (حراس) تراثهم التليد في الأندلس، ومن هنا فإن عواطف الحب متساوية، ولهذا فإن اهتمام أسبانيا بالثقافة العربية وتفعيلها من خلال إنشاء وإقامة المؤسسات الثقافية العربية على الأرض الأسبانية، وآخرها إنشاء (البيت العربي) في مدريد، والذي سيفتتح من قبل الأمين العام للجامعة العربية ووزير خارجية أسبانيا صديق العرب - فيجيل موارتينوس- ما هو إلا تفعيل ل(الحب الأسباني) للعرب حيث تحاول هذه المؤسسة (البيت العربي) ترجمته وتفعيله من خلال إجراء الدراسات وإحياء التراث العربي الإسلامي في أسبانيا وأوروبا، وبخاصة ما أقامه العرب في الأندلس.. هذه المؤسسة التي أحيت قبل مدة الذكرى ال600 للعلامة العربي ابن خلدون في أشبيليا.



jaser@al-jazirah.com.sa
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 11 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد