Al Jazirah NewsPaper Tuesday  08/07/2008 G Issue 13067
الثلاثاء 05 رجب 1429   العدد  13067
هل تكون الجمعية السعودية للتدريب مختلفة؟
د. فهد بن علي العليان

تبذل وزارة التعليم العالي ممثلة بالجامعات المنتشرة في أرجاء وطننا الغالي جهوداً كبيرة في إنشاء الجمعيات العلمية المتخصصة، لكننا نلحظ - بكل أسف- أن بعضاً من هذه الجمعيات غائبة عن القيام بدورها المطلوب تجاه أفراد المجتمع. وكنت أتمنى -وما زلت- أن تكون الجمعيات العلمية خارج أسوار الجامعات؛ لأنني أعتقد بأن من أبرز أسباب غياب هذه الجمعيات هي بقاؤها إدارياً تحت مظلة الجامعات مما جعل أنشطتها مقصورة على منسوبي الجامعة ذات العلاقة. إن بقاء الجمعيات العلمية تحت مظلة الجامعات وداخل أروقتها يقلل - من وجهة نظري- من حجم الانتماء إليها والاستفادة منها؛ إذ تصبح وكأنها خاصة بمنسوبي الجامعة التي تحتضن هذه الجمعية أو تلك؛ وبالتالي فإن انفكاك الجمعيات العلمية إدارياً وحسياً من الجامعات سيؤدي إلى إقبال الكثيرين للالتحاق بعضوية مجالس إدارتها والحصول على عضوية الانضمام إليها، كما سيتيح الفرصة للجمعيات المختلفة لتؤدي أدوارها التي أكدت عليها اللوائح المنظمة لها، ويتيح لها الانطلاق في إقامة ندواتها وملتقياتها وأنشطتها المتنوعة في عدة أماكن خارج الجامعة التي تحتضنها.

ولقد تم مؤخراً-تحت إشراف جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية- تدشين الجمعية العلمية السعودية للتدريب وتطوير الموارد البشرية؛ لتعمل وتمارس نشاطاتها العامة في التدريب؛ حيث تهدف هذه الجمعية إلى تنمية الفكر العلمي في مجال التدريب والعمل على تطويره وتنشيطه؛ وتقدم الخدمات الفنية والدراسات والأبحاث، ورفع كفاءة الكوادر البشرية العاملة في مختلف القطاعات العامة والخاصة، والعمل على توفير البيئة المتكاملة للعملية التدريبية عن طريق تبادل الخيرات وعقد الندوات والمؤتمرات وورش العمل، والإفادة من وسائل التقنية الحديثة في إعداد البرامج التدريبية والبرامج التأهيلية.

لقد جاءت مبادرة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بإنشاء هذه الجمعية انطلاقاً من الحاجة إلى وجود هيئة علمية مستقلة تسعى إلى تطوير صناعة التدريب وتفعيل الشراكات الاستراتيجية مع الجهات العاملة في التدريب في القطاعين الحكومي والخاص.

ولقد أحسنت اللجنة التأسيسية للجمعية صنعاً حين أشعرت حضور حفل التدشين أن الجمعية للجميع ومنهم وإليهم، وبدا ذلك واضحاً من خلال توجيه الدعوة لكل المهتمين والمهتمات وعمداء مراكز خدمة المجتمع بالجامعات وغيرهم. لقد شعر الجميع بذلك من خلال كلمة رئيس اللجنة أن الجامعة تستضيف الجمعية وليست حاضنة لها؛ ومن هنا أحسسنا بأن الجمعية تأسست على أساس الشراكة مع الآخرين ذوي الاهتمام بصناعة التدريب وتسعى لتكوين علاقة مع كل الأطراف ذات العلاقة؛ لتسهم معهم جميعاً في تحقيق أهدافهم وتلبية احتياجاتهم وتقديم الدعم العلمي والفني لهم.

إن جميع المهتمين والمهتمات بشأن صناعة التدريب ينتظرون من القائمين على هذه الجمعية الكثير من الخطوات العملية في سبيل نشر هذه الثقافة، ويأملون ألا يخبو وهج هذه الجمعية بعد حفل إطلاقها!. وأخيراً، فإني آمل أن تكون هذه الجمعية مختلفة وغير محصورة في نطاق الجامعة التي تنتمي إليها، وإلا فإنها ستكون مثل عشرات الجمعيات العلمية التي تستجدي الناس ليحضروا مناسباتها ولقاءاتها!.



alelayan@yahoo.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد