Al Jazirah NewsPaper Wednesday  09/07/2008 G Issue 13068
الاربعاء 06 رجب 1429   العدد  13068
الأزمة العراقية.. إلى أين؟ (2-3)
د. عبدالعزيز بن عبداللطيف آل الشيخ (*)

النقاط التي ركزت عليها دراسة حكومية انتقدت إدارة بوش التي تقدم معلومات غير واقعية بخصوص مكاسبها في العراق، ومن ذلك وبشكل رئيس: مدى جاهزية الجيش العراقي، الإنتاج الكهربائي، ما يصرف في العراق على ، الإنتاج الكهربائي، ما يصرف في العراق على.....

.... إعادة البناء، الإطار الإستراتيجي الذي تدّعيه الإدارة الأمريكية بخصوص الاستقرار في العراق وفقدانه المصداقية لتعارضه مع ما يحصل على الأرض، وما يتعلق باستثمارات النفط.

الضبابية التي تحيط بالحرب في العراق أو كما أطلق عليها صحفي في صحيفة النييورك تايمز James Glanz ( (الحرب الضبابية) (fog of war). نعم، الحرب في العراق تزداد في ضبابيتها أكثر من أي وقت مضى، ومن الصعب معرفة ما إذا كانت ادعاءات الإدارة الأمريكية هي من ضرب الأمنيات أم مبنية على معلومات غير مؤكدة، أم هي مجرد تحوير مستمر للحقائق؟

ومن التطورات التي حصلت بالنسبة للتقارير الصادرة عن الوضع في العراق ذلكم التقلص في أعداد مندوبي وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، وأسهم هذا التحول، على وجه الخصوص بالنسبة لعدد من الصحف، في تقليص الفرص أمام الصحفيين عندما يغطون خبراً أو قصة ما. وبناء على تقرير صدر حديثاً من (مكتب المسؤولية الحكومي) في واشنطن أنه على الرغم مما يقال من تقلص العنف على الأرض العراقية، فإن ما تتخذه إدارة بوش من إجراءات للبرهنة على النمو الاقتصادي والتحسن النسبي في المجال الأمني إما غير صحيح أو يحتمل الصحة والخطأ أكثر مما تدعيه الإدارة الأمريكية.

ومن المعلوم أن الغزو الأمريكي للعراق في مارس 2003 أطاح بالنظام الصدامي، إلا أنه أوجد حالة من الوضع (الفوضوي) المتمثل في قيام حرب (أهلية طائفية معقدة) معززة بعدد من المليشيات الساعية للقوة والسيطرة. وبشكل عام فإن الإستراتيجية الأمريكية لعراق مستقر - إن كان ثمة من إستراتيجية - فإنها تفتقر إلى الإطار الذي يتماشى مع أهداف الإدارة الأمريكية، كما تفقد صلتها بما يحصل على الأرض وتحتوي على أخطاء جسيمة في توجهاتها العملية.

وبالنسبة للجانب الإعلامي فمن الملاحظ في عام 2008 الانخفاض الملحوظ في تغطية الحرب في العراق وليس فقط بالنسبة للإعلاميين بل وفي المصورين، والسبب يمكن أن يعزا لعدة أمور، منها: أولاً: أنه أصبح من الصعب الحصول على الخدمات اللوجستية سواء من الناحية الأمنية أو أماكن الإقامة أو الاتصالات، ثانياً: أصبح من الصعوبة بمكان الوصول إلى المخبرين أو الأشخاص الذي يساعدون في الحصول على الأخبار، ومن المعلوم أنه إذا كانت صناعة الخبر تستغرق ساعتين في مدينة أمريكية أو أوروبية، فيحتاج الأمر إلى عدة أيام في بغداد، وثالثاً: فلقد قلت شهية الجمهور بالنسبة لمعرفة ما يحصل في العراق، تلكم الشهية العارمة التي كانت في العامين الأولين من الحرب.

ويذكر جانز، رئيس مكتب النييورك تايمز في بغداد، أنه في الأعوام الماضية (عندما نسمع انفجاراً نستقل السيارات ونهرع إلى الشوارع للسؤال عن الضحايا ونرسل ما نحصل عليه من معلومات للجريدة التي نمثلها، أما الآن فلقد فقدنا الرغبة العارمة التي كانت لدينا، أصبحت أخبار التفجيرات عادية بالنسبة لنا). ويضاف إلى كل ذلك ما سنته الحكومة العراقية من أنظمة جعلت الحصول على الخبر فيه الكثير من الصعوبة، ولم تعد هنالك رغبة في سماع هذه الأخبار كما كان من ذي قبل. ونتج عن ذلك أن خفضت العديد من المؤسسات الإعلامية أعداد مندوبيها ومصوريها، الذين كانوا يغطون أخبار الحرب العراقية، وأصبح لذلك (تأثير الدامينو).

ونتج عن قلة أعداد الصحفيين فقدان المنافسة التي كانت على أشدها في السنوات الأولى من الحرب، وهذا سهل عملية تغطية الخبر من ناحية، إذ أصبح لدى الصحفي بحبوحة من الوقت للقيام بمهامه الصحفية. ولكن يقابل ذلك فإن أخبار حرب العراق فقدت اهتمام القارئ حول العالم وكذلك عامة الناس في الولايات المتحدة، كما أن وجود عيون وأقلام وأصوات أكثر يعني وجود آراء ووجهات نظر أكثر لأعظم قصة في العالم، وهذا ما لا يحصل في الآونة الأخيرة.

(*) أستاذ الجغرافيا بجامعة الملك سعود، رئيس مجلس إدارة الجمعية الجغرافية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد