مدريد - موفد «الجزيرة» - سعد العجيبان - عبيد الله الحازمي
افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود بحضور جلال ملك أسبانيا الملك خوان كارلوس أمس الاربعاء المؤتمر العالمي للحوار المنعقد في مدريد في الفترة من 16 - 18-7- 2008م.
وتشارك في المؤتمر شخصيات بارزة من مختلف أتباع الرسالات الإلهية من المتخصصين في الحوار وموضوعاته، التي تتصل بحياة المجتمعات الإنسانية، وبالتعاون الدولي، وحقوق الإنسان، وقضايا الأمن والسلام والتعايش المشترك في العالم.
وأوضح معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي الأمين العام للرابطة، وعضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية، ان المبادرة التي أطلقها خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله - للحوار بين أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات، واعتمدها المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار، الذي نظمته الرابطة في مكة المكرمة في الفترة من 30-5 ـ 2-6-1429هـ، هي دعوة عالمية انطلقت من مكة المكرمة، مهبط الوحي ومنطلق رسالة الإسلام وقبلة المسلمين، مؤكداً أن المبادرة حظيت بإجماع إسلامي، برز واضحاً في نداء مكة المكرمة، الذي أصدره العلماء والمفكرون المسلمون الذين مثلوا الأمة في المؤتمر.
وبيّن معاليه أن الرابطة تلقت العديد من الاتصالات من العلماء والشخصيات والمؤسسات ومراكز البحث الإسلامية والعالمية تؤكد على أهمية عقد مؤتمر عالمي، يجمع شخصيات بارزة من مختلف أتباع الرسالات الإلهية والثقافات المعتبرة وقادة الفكر والرأي ومحبي العدل والسلام، لاستعراض نداء مكة المكرمة، الذي تضمن ما اتفق عليه المسلمون، ووضع برنامج عملي لحوار عالمي هادف لبناء مستقبل إنساني، تعززه المعتقدات الدينية والقيم والأخلاق والمشترك الإنساني، لمد جسور التعارف والتفاهم والتعايش بين الشعوب والأمم والطوائف المختلفة، ودعوة البشر إلى العودة لخالقهم واستلهام ما أنزله على رسله.
وقال د.التركي: إن المؤتمر العالمي للحوار سيناقش أهمية الحوار بين أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات، ويبحث في تعاون المجتمعات على مختلف أديانها وثقافاتها، فيما تجتمع عليه من قيم إنسانية مشتركة، مما يحقق العدل والأمن والسلام، ويسهم في إشاعة العفة واجتناب القبائح والرذائل، ويحافظ على تماسك الأسرة ويواجه آفات الإرهاب والظلم والمخدرات، وغير ذلك من المآسي البشرية.
وبيّن معاليه أن شخصيات بارزة من أتباع الرسالات الإلهية والحضارات والثقافات الإنسانية المعتبرة، ستناقش موضوعات المؤتمر من خلال أربعة محاور، هي:
المحور الأول: الحوار وأصوله الدينية والحضارية، ويناقش موضوع الحوار لدى أتباع الرسالات الإلهية والفلسفات الشرقية.
المحور الثاني: الحوار وأهميته في المجتمع الإنساني، ويتضمن مناقشة الحوار وتواصل الحضارات والثقافات، وأثر الحوار في التعايش السلمي، وفي العلاقات الدولية، وفي مواجهة دعوات الصراع ونهاية التاريخ.
المحور الثالث: المشترك الإنساني في مجالات الحوار، ويبحث المشاركون فيه الواقع الأخلاقي في المجتمع الإنساني المعاصر، وأهمية الدين والقيم في مكافحة الجرائم والمخدرات والفساد، وعلاقة الدين والأسرة في استقرار المجتمع، ومسؤولية الإنسانية في حماية البيئة.
المحور الرابع: تقويم الحوار وتطويره، ويناقش المشاركون من خلاله مستقبل الحوار، وجهود الدول والمنظمات العالمية في تعزيز الحوار ومواجهة معوقاته، ومهمة الإعلام وأثره في إشاعة ثقافة الحوار والتعايش بين الشعوب.
وأشار معاليه إلى أنه تم اختيار مملكة أسبانيا مكاناً لانعقاد المؤتمر لما تتمتع به من إرث تاريخي بين أتباع الرسالات الإلهية وشهدت تعايشاً وازدهاراً أسهما في تطور الحضارة الإنسانية.
واضاف د.التركي أن الأمانة العامة لرابطة العالم الإسلامي اكملت الاستعداد لعقد المؤتمر مشيراً إلى ان الرابطة كونت لجاناً متعددة لتنفيذ أعمال المؤتمر في المجالات العلمية والإعلامية والثقافية وغير ذلك مما يتعلق بتنظيم البرامج اليومية لجلسات المؤتمر ومشاركة المدعوين فيه، وقال: إن الرابطة سوف تبذل كل جهد كي يحقق هذا المؤتمر العالمي أهدافه في التعاون والحوار لبناء مستقبل إنساني يعززه الإيمان بالله والعمل في خدمة القيم والأخلاق والمشترك الإنساني، لمد جسور التعارف والتفاهم والتعايش والتعاون بين البشر. وبيّن أن خادم الحرمين الشريفين سوف يفتتح المؤتمر بحضور جلالة الملك خوان كارلوس، ملك مملكة أسبانيا، الذي سيوجه كلمة في جلسة الافتتاح إلى المشاركين في المؤتمر، كما سيلقي دولة رئيس وزراء أسبانيا، خوسيه لوسي ثباتيرو كلمة في جلسة افتتاح المؤتمر.
وبيّن د. التركي أن المشاركين في المؤتمر سوف يناقشون محاوره وفق الخطة الآتية:
المحور الأول: الحوار وأصوله الدينية والحضارية، وسيكون في الجلسة الأولى من مساء اليوم الأربعاء 13 رجب 1429هـ الموافق 16 يوليو 2008م، ويرأس الجلسة الدكتور باوا جين، الأمين العام لقمة السلام الألفية لزعماء الأديان والروحيين في الأمم المتحدة، ويتحدث في الجلسة كل من:
1 - الدكتور حسين حامد حسان، المراقب الشرعي في بنك دبي الإسلامي، وعنوان بحثه: الحوار في الإسلام.
2 - الدكتور طارق متري، وزير الثقافة في لبنان وعضو مجلس الكنائس العالمي، وعنوان بحثه: الحوار في المسيحية.
3 - الحاخام آرثر شناير، مؤسس ورئيس مؤسسة نداء الضمير في الولايات المتحدة الأمريكية، وعنوان بحثه: الحوار في اليهودية.
4 - الدكتور م م فرما، مدير مؤسسة الحوار العالمية في الهند، وعنوان بحثه: الحوار في المعتقدات الشرقية (الهندوسية - البوذية - الشنتوية - الكونفوشوسية).
أما الجلسة الثانية، والتي ستعقد صباح يوم الخميس 14-7- 1429هـ الموافق 17-7-2008م فتتم فيها مناقشة المحور الثاني (الحوار وأهميته في المجتمع الإنساني)، وذلك برئاسة معالي الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد، رئيس مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية، ويتحدث في الجلسة كل من:
1- الأستاذ نيشيكو نيوانو، رئيس لجنة اليابان في مجلس البرلمان العالمي للدين والسلام، وعنوان بحثه: الحوار وتواصل الحضارات والثقافات.
2 - البرفسور فيديريكو مايورتا تاراغوتا، النائب في البرلمان الأوربي، ورئيس مؤسسة ثقافة السلام في أسبانيا، وعنوان بحثه: الحوار وأثره في التعايش السلمي.
3 - الدكتور عبد الهادي التازي، عضو الأكاديمية المغربية، وعنوان بحثه: الحوار وأثره في العلاقات الدولية.
4 - الدكتور رضوان نايف السيد - رئيس المعهد العالمي للدراسات الإسلامية في لبنان، وعنوان بحثه: الحوار في مواجهة دعوات الصراع ونهاية التاريخ.
أما الجلسة الثالثة فسوف تعقد يوم الخميس 14 رجب 1429هـ الموافق 17 يوليو 2008م ويناقش المشاركون فيها المحور الثالث (المشترك الإنساني في مجالات الحوار) ويرأس الجلسة الدكتور وليم فندلي، الأمين العام للمؤتمر العالمي للدين من أجل السلام. ويتحدث في الجلسة كل من:
1- الدكتور نهاد عوض، المدير التنفيذي لمجلس العلاقات الإسلامية الأمريكية وعنوان بحثه: الواقع الأخلاقي في المجتمع الإنساني المعاصر.
2 - الشيخ محمد علي التسخيري، الأمين العام للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية في إيران، وعنوان بحثه: أهمية الدين والقيم في مكافحة الجرائم والمخدرات والفساد.
3 - الأستاذ شنكر أومكارانن سرسواتي، زعيم فرقة سناتن دهرم في الهند وعنوان بحثه: الدين والأسرة وعلاقتهما في استقرار المجتمع.
4 - القس ميكائيل انجل ايوسو كيكسوت، رئيس المعهد البابوي للدراسات العربية في الفاتيكان، وعنوان بحثه: حماية البيئة واجب إنساني مشترك. ويعقد المشاركون جلستهم الخامسة مساء يوم الخميس 14 رجب 1429هـ الموافق 17 يوليو 2008م لمناقشة المحور الرابع ( تقويم الحوار وتطويره) ويرأس الجلسة الحاخام كلاوديو ايلمان، الأمين العام للمؤتمر اليهودي في أمريكا اللاتينية والكاريبي في الأرجنتين، ويتحدث في الجلسة كل من:
1 - الدكتور عز الدين إبراهيم مصطفى، مستشار رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة للشؤون الثقافية، وعنوان بحثه: الحوار الإسلامي المسيحي واليهودي ومستقبله وآفاقه.
2 - الراهب شيو جنغ، نائب رئيس الجمعية البوذية الصينية وعنوان بحثه: الحوار مع المعتقدات الشرقية وآفاقه ومستقبله.
3 - الأب الإيكونوس نبيل حداد، المدير التنفيذي للمركز الأردني لبحوث التعايش الديني، وعنوان بحثه: جهود الدول والمنظمات العالمية في تعزيز الحوار ومواجهة معوقاته. أما جلسة المؤتمر الخامسة فسوف تعقد يوم الجمعة 15 رجب 1429هـ الموافق 18 يوليو 2008م لمناقشة المحور الخامس: (إشاعة ثقافة الحوار والتعايش)، ويرأس الجلسة معالي الدكتور أحمد كمال أبو المجد، نائب رئيس المجلس القومي المصري لحقوق الإنسان في مصر، ويتحدث في الجلسة كل من:
1 - الدكتور نبيل لوقا بباوي، عضو مجلس الشورى في مصر، وموضوعه: الإعلام وأثره في إشاعة ثقافة الحوار والتعايش.
2 - الدكتور جيمس كدنر، مدير مؤسسة التعايش في المملكة المتحدة وعنوان بحثه: الحوار وأثره في التعايش السلمي.
3 - الدكتور وليم بيكر، رئيس الهيئة الإسلامية المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية، وموضوعه: الحوار والسلام والتعايش. أما جلسة المؤتمر الختامية فسوف تعقد في الثانية عشرة من ظهر يوم الجمعة 15 رجب 1429هـ الموافق 18 يوليو 2008م حيث يعلن فيها البيان الختامي، ويلقيه سعادة عبد الرحمن بن عبد الله الزيد الأمين المساعد لرابطة العالم الإسلامي ونائب رئيس اللجنة العليا للمؤتمر - بعدها يلقي الكاردينال جان لويس توران، رئيس المجلس البابوي لحوار الأديان والثقافات كلمة المشاركين في المؤتمر، ثم يختم الجلسة معالي الدكتور عبد الله بن عبد المحسن التركي، الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي بكلمة يعلن فيها انتهاء أعمال المؤتمر، ثم يعقد معاليه مؤتمراً صحفياً بمناسبة انتهاء المؤتمر.