السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كعادتها دائماً ترسم خطاها الواثقة على دروب التميز والتفرد والإبداع!
طالعتنا جريدتنا الغالية (الجزيرة) بخبر لم يكن مفاجئاً بقدر ما هو دليل جديد على أن الجزيرة كانت وستظل مهوى فؤاد القارئ النهم لكل جديد ومفيد! حيث أعلنت الجزيرة وفي بادرة هي الأولى في تاريخ الصحافة السعودية عن أرقام مبيعاتها واشتراكاتها التي بلغت (131.021) نسخة يومياً. إن هذا المنجز الكبير والقفزة الهائلة في مسيرة الجزيرة لم يكن ليتحقق لولا توفيق الله أولاً ثم بالعمل المؤسساتي الاحترافي المتوافق مع أحدث النظم العالمية في رحاب الصحافة الواسع، بيد أنه جاء تبعاً لسلسلة من النجاحات والأولويات التي أخذت طريقها للارتماء في أحضان هذه الصحيفة الرائدة كنتيجة حتمية للهمم العالية والعطاء الجماعي داخل منظومة متناغمة من الكفاءات الإعلامية المؤهلة والمتمرسة؛ حيث تُوّج ذلك بأغلى وسام على جيد الصحافة السعودية تمثّل في التكريم الأبوي الذي تشرفت به صحيفة الجزيرة من لدن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - أيده الله - وهو شرف رفيع سُجّل كأولوية للجزيرة طرزت به تاريخها الحافل بالنجاح والتميز! وهكذا هم المتميزون يصنعون الأحداث ويتركون للآخرين التعليق عليها! لذا تتابعت ردود الأفعال بعد إعلان الجزيرة عن أرقام مبيعاتها واشتراكاتها حاملة معها الإشادات والإطراء من المحايدين والمنصفين مقابل قلة قليلة حاولت التشويش إلا أن محاولاتها البليدة تاهت في خضم ضخامة الإنجاز وحيادية المصدر! ورغم ذلك أرى من وجهة نظري أن اختزال هذا الإنجاز في إطار المنافسة الشريفة والمحتدمة بين الجزيرة ورصيفاتها من الصحف الأخرى فقط هو بمثابة التغييب للوجوه المشرقة الأخرى من الإنجاز غير المسبوق! فعلاوة على أهميته في ميدان التنافس الصحفي هو أيضاً تأكيد لثقة القارئ بصحيفة الجزيرة وإثبات لمقولة (القارئ هو معيار نجاح أو فشل أي مطبوعة) فحجم الإقبال على اقتناء الصحيفة والاشتراك فيها لاشك أنه تكريس لهذه المقولة ودليل التصاق القارئ بهذه الجريدة الأثيرة! وهذا ليس بمستغرب من صحيفة سخّرت أديم صفحاتها لما تخطه أقلام القراء، بل إنَّ الكثير من القيادات الصحفية ومديري التحرير وأصحاب الزوايا اليومية والصحفيين الميدانيين في الصحف الأخرى كانت انطلاقتهم من الجزيرة التي احتضنتهم في بداياتهم وصقلت موهبتهم وأهلتهم ليكونوا سفراءها في مهنة الصحافة المتعبة والممتعة على حد سواء! أخيراً يسعدني أن أزجي عاطر التهاني لجميع منسوبي صحيفتنا الجزيرة على ما تحقق من إنجاز، متمنياً ل(الجزيرة) المزيد من النجاحات والأولويات، مع عاطر محبتي.
خالد بن فهد السريع
ص . ب 34873 - الرياض 11478