Al Jazirah NewsPaper Tuesday  22/07/2008 G Issue 13081
الثلاثاء 19 رجب 1429   العدد  13081
حديقة المنزل
علي بن سعد القحطاني

في أحد المشاهد لفيلم أجنبي كوميدي قرر الزوجان أن يضعا حداً لمشاكلهما في منتصف الشهر القادم، وعلى كل واحد منهما أن يكتب كل شيء بالتفصيل الممل عن تلك المشكلة؛ حتى يتم دفنها في حديقة المنزل؛ وبالتالي يطويان صفحات من المتاعب ويبدآن من جديد. وفي اليوم الموعود - وهنا تأتي ضحكات الجمهور على المشهد الآخر من الفيلم الكوميدي - أحضرت الزوجة ملفاً كاملاً كتبت فيه مشاكلها بالتفصيل الممل، بينما الزوج لم يحضر شيئاً، وهذه القصة الرمزية تنبئنا بطبيعة حواء العاطفية واهتمامها بشكل مبالغ بالتفاصيل وجزئيات الأمور، وهذا ما نلاحظه في طبيعة الحديث عند المرأة فهي إن أرادت أن تخبر ذويها بالخبر فإنها تسرف في القول وتختار من المحسنات الكلامية ما يجمّل قولها وقد يستغرق الخبر الذي تقوله وقتاً طويلاً حيث يأتي الخبر على لسانها مثل القنوات الإخبارية توجز الخبر أولاً ثم تفصّله وتأخذ في تحليله مع ذكر كل شاردة وواردة في الخبر وكافة الاحتمالات الصحيحة والخاطئة الذي يحمله ذلك الخبر، ونجد أن هذا الخبر التي تلته حواء في ساعات يتلوه الرجل في لحظات؛ فحواء لديها قدرة خارقة في التحدث والاستماع في آن واحد ولسانها عضو متحرك لا يهدأ إلا بالكلام، ومن المستحيل أن تصمت حواء لخمس دقائق، ولو لم تجد صويحباتها لمبادلة الحديث فإنها تحاور نفسها أمام المرآة، وهناك تساؤل طالما أشغل التربويين وعلماء الاجتماع عن انشغال الرجل بقراءة صحيفة حينما تتحدث امرأته أو يقلب في جهاز تبديل القنوات (الريموت كونترول) ويظل يطأطئ رأسه ملاطفة لحواء، وهل الخلل موجود لدى دماغ الرجل بحيث إنه لا يستوعب ما يقوله لسان حواء، ولو بنسبة 5% أم أن الخلل في كليهما بحيث يصبحان معاً كزوجة بكماء وزوج أصم لا يفهم بعضهما بعضاً أم أن الرجل لديه ترسبات شرقية وجينات وراثية تمنع عنه ذبذبات حواء والاستماع إليها؛ لذا فإنه يتثاءب وتأخذه سنة من نوم مع أول جملة تنبس بها امرأته ويغط في المنام وما زالت حواء تبحر في الكلام.




 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد