Al Jazirah NewsPaper Monday  28/07/2008 G Issue 13087
الأثنين 25 رجب 1429   العدد  13087
أهلا بالترزز.. إذا كان سيحل المشكلات

أعجبني مقالك الذي نشر في يوم الخميس 21 رجب 1429هـ في عمودك وموقعك (شيء من) يا أخ محمد آل الشيخ، فمقالك الذي وصفت به أنواع الكتاب وصنفتهم بمترززين وأصحاب مبدأ شيء واقعي في صحافتنا السعودية، فالمترززون كثر وأصحاب المبدأ لا يقلون عن نسبة (المترززين)، فهناك نسبة تناسب في الكم ولكن المهم للقراء الكيف وليس الكم، فكل شخص له حرية التعبير عن راية ولكن بحدود وشروط وضوابط لا بد منها، فإذا كان الكاتب يسعى للترزز فهو حق مشروع له لكي يترزز في الصحف، ولكن هل هذا الترزز الذي نشاهده حل لنا مشكلات عالقة أو أشار إلى خلل يحتم على المشار إليه بإصلاحه؟! فإذا كان كذلك فأهلاً بهذا الترزز الإيجابي، ولكن الواقع المر الذي تعيشه الصحف السعودية والذي جعل للمترززين مواقع على الساحة الثقافية هو انعدام العدالة في منح الحرية في نهج وطرح الكاتب، فتجد هناك كتاب السقف لهم منزوع، وهناك كتاب السقف منهار فوق رأسهم، وهذا هو واقع تمر به الصحف السعودية. فالكاتب المترزز يجد من يدعمه وينشر مقاله وهذا يعود لرأي رئيس التحرير، فلو رفع مستوى سقف الحرية في الصحف السعودية وفتح المجال أمام المترززين وأصحاب المبدأ سيكون هناك تنافس وغربال يصفي الشوائب، ففتح المجال سيشعل فتيل الحرب بين المترززين وأصحاب المبدأ وستكون الكلمة الفصل في هذا الصراع لأصحاب المبدأ، فصحفنا السعودية بشكل عام لديها سقف من الحرية يكون لطبقة وشريحة ترززية بأسباب ما تقوم به هذه الشريحة من الكتابة الهامشية والتي ليس لها أي لون أو طعم بما تحمله من سقم ثقافي وغياب العنصر الأساسي للكتابة وهو المنهج والمبدأ فتجد هذا النوع من الكتابة من النوع المدحي في الغالب وهذا النوع من الكتاب والذين يتمتع الغالبية منهم بنفوذ يضايقون ويزاحمون أصحاب المبدأ السليم في الصحف المحلية بل يحشرون أصحاب المبدأ في خانات ضيقة جداً تسبب اختناق ونفوق أصحاب خانات المبدأ والتوجه الفكري والثقافي، فكم من صاحب مبدأ ضيّق عليه الخناق ومات وكفن في أكوام الأوراق التي يعيش بينها وحنط بالحبر ونصب القلم على قبره، فهذا هو حال صاحب المبدأ والتوجه الفكري السليم، فهو يعاني مع بالغ الأسف ويحارب ويناضل الغالبية لكي يجعلوا الفكر الذي ينتهجونه يعيش. وخير دليل على ذلك تسرب أصحاب المبدأ إلى الشبكة العنكبوتية والتي تتميز بنشر آراء أصحاب المبدأ بكل حرية وبدون حذف أو قص أو تغيير من خلال المدونات. فعلى أي رئيس تحرير في الصحف المحلية أن يبحث ويفتش عن تلك الفئة من الكتاب لكي يستقطبوا القراء إلى صحفهم من خلال طرح فكر أصحاب المبدأ والذين يتوافق طرحهم مع مزاج غالبية القراء وليس كما هو الحال في اتجاه الصحف مع بالغ الأسف إلى الاتجاه الدعائي والتجاري. حيث اتجهت الصحف إلى ملء صفحاتها بالدعايات التجارية وفتح الصفحات الكاملة لمثل هذه الدعايات، وحشر كتاب المبدأ والفكر في الصفحة والخانة الصفرية، وتحديد عدد الكلمات للكتاب لكي يحشروا الفكرة في مكان ضيق ويحرموها من الاتساع والشمولية لكي لا تزاحم تلك الدعايات التجارية والتي لا تخلوا مع الأسف أيضاً في بعض الأحيان أو في غالب الأحيان من انعدام مصداقية تلك الدعايات. فنريد ونطالب بفتح الصفحات بكل حرية منضبطة لا تمس المعتقد ولا تمس الوطنية والانتماء إلى الوطن بشيء لكي لا يتحكم أصحاب الشركات في صحافتنا التي تعبر عن رأينا نحن القراء.

ولكي نحافظ بهذا التوجه على أصحاب المبدأ والفكر من التسرب ونستقطبهم إلى الساحة الثقافية المكشوفة ونحميهم من خيوط الشبكة العنكبوتية ولكي نجعلهم ضمن دائرة النقاش والحوار المعلن، فهو أفضل حل وأفضل وسيلة لحل الخلافات الأدبية والثقافية والفكرية بين أطياف المجتمع السعودي وأختم بقول الله تعالى {هَاأَنتُمْ هَؤُلاء جَادَلْتُمْ عَنْهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فَمَن يُجَادِلُ اللّهَ عَنْهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَم مَّن يَكُونُ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً} (109) (سورة النساء.)

عبدالله سعود الدوسري
ص ب 741 الزلفي



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد