Al Jazirah NewsPaper Monday  04/08/2008 G Issue 13094
الأثنين 03 شعبان 1429   العدد  13094
جامعة الملك سعود.. والتصنيف العالمي
د. عبدالعزيز عبدالستار تركستاني

لقد حملت إلينا الأخبار السارة عبر وسائل الإعلام عن بلوغ جامعة الملك سعود المرتبة (380) في التصنيف الإسباني العالمي الجديد للجامعات من بين (4000) أربعة آلاف جامعة عالمية، فهنيئاً لنا جميعاً هذا التميز المبارك الذي هو إضافة نوعية لقادة هذا البلد الأمين .

في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله ورعاه وأعزّه وأبقاه.

لقد منّ الله العلي القدير على هذه البلاد بنعمة الإسلام ونعمة الأمن والاستقرار والتخطيط السليم تحت ظل القيادة الحكيمة، فهو إذن السبب الأساسي الذي وصل إليه المستوى العلمي والتعليمي والأكاديمي بعد الله سبحانه وتعالى.

نعود إلى التصنيف العالمي الإسباني الذي يعتبر أحد مقاييس تطور ونمو الجامعات على مستوى العالم والسبب الأساسي لاختياره جامعة الملك سعود في هذه المرتبة المميزة على المستوى الأكاديمي العالمي هو الطفرة النوعية التي تمر بها جامعة الملك سعود بالرياض تحت القيادة المتمكنة برئاسة معالي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز العثمان، هذا المدير الذي حوّل أحلام هذه الجامعة إلى واقع ملموس نراه واقعاً في الفترة الوجيزة التي رأس فيها الجامعة.

وهذا يقودنا إلى سؤال مهم عن سر نجاح هذه المنظومة الإدارية الضخمة في عاصمة المملكة من خلال معرفة أساسيات علم الإدارة وفنونها التي تقول:إن رأس الهرم هو المحرك الأساسي لأي منظومة إدارية، ولعل واحداً من تعريف الإدارة على أنها (الشكل الذي تتعاون فيه جهود جماعية لتحقيق هدف) وهي المعرفة الصحيحة لما يريد الرجال عمله (كما يقول فردريك تايلور).

ويضيف هنري فايول أن الإدارة هي (التنبؤ والتخطيط والتنظيم..) وأيضاً كونتورا أدونيل بأنها (الوظيفة لتنفيذ الأشياء عن طريق الأشخاص) سواء على مستوى الإدارة العليا أو مستوى الإدارة الوسطى ومستوى الإدارة المباشرة.

إن الجهود التي بذلها معالي الدكتور العثمان خلال السنوات الماضية قد توجت بأن جعل لهذه الجامعة اسماً عريقاً مميزاً، ولا شك أن الأسلوب الإداري الذي يتميز به معاليه في تفويض الصلاحيات والعمل المهني الرفيع والبعد عن التنظير والاتجاه إلى الجانب العملي والسير بخطى ثابتة ساهم ولاشك في الوصول إلى هذه المرتبة العالمية.

والإحصائيات تبرهن ذلك من خلال وجود أكثر من خمسة آلاف عضو هيئة تدريس وأكثر من ثمانين ألف طالب بالإضافة إلى البرامج العلمية والبحثية المميزة التي قامت وسوف تقوم خلال السنوات القادمة بحول الله.

ولعل القارئ العزيز يسمح لي أن نتعرف سوياً على الجهود التي بذلتها الجامعة في مجال التوأمة مع الجامعات العالمية وتطوير مراكز البحث العلمية والتعاقد لتطوير الأبحاث.

إن عاصمتنا الحبيبة الرياض التي على رأسها أمير محبوب والتي تعتبر أحد أسرع مدينة تتطور في العالم ويقطنها أكثر من خمسة ملايين نسمة وتمتد إلى أكثر من ألف وثمانمائة كيلومتر مربع في خمسة وسبعين مركزاً تابعاً لإمارة الرياض و المدن الصناعية الثلاثة التي تقوم على تطوير الصناعة في المملكة تستحق أن يكون بين جنباتها جامعة عالمية مثل جامعة الملك سعود.

إن الجامعة التي تحمل بين ثناياها أكثر من 41 كلية وتضم بين جنباتها 850 ألف عنوان في أكبر مكتبة بالمملكة العربية السعودية تساعد على البحث العلمي وبها ستة مستشفيات متطورة وخمسة معامل خارجية في دول عالمية تستحق هذا اللقب.

إن الجامعة التي تقوم بإنشاء أوقاف استثمارية أكثر من خمسة وعشرين مليار دولار أمريكي لخدمة البحث العلمي والأكاديمي وخدمة الطلاب والباحثين وإحياء سنة نبوية على صاحبها أفضل الصلاة والسلام في خدمة العلم وطلابه تستحق أن تكون بين أكبر الجامعات العالمية.

إن الجامعة التي تحمل بين جنباتها أكبر واد للتقنية يكلف أكثر من ثلاثة آلاف مليون ريال، وافتتح باكورة مشاريعه صاحب السمو الملكي الأمير سطام بن عبدالعزيز نائب أمير منطقة الرياض الأسبوع الماضي تستحق أن تكون فعلا هي الجامعة العالمية.

إن الجامعة التي تقوم بتطوير ثمانية عشر برنامجا بحثيا مميزا وثمانية عشر برنامجا تطويريا وتتعاون مع أكثر من أحد عشر عالماً فائزين بجائزة نوبل سوف تكون فعلاً من بين أقوى الجامعات في العالم.

إن الجامعة التي لديها توأمة مع ست وأربعين جامعة دولية في أقصى الشرق وانتهاء بأقصى الغرب وتعاون مع ثمانية عشر مركزا عالميا، وتقوم باستقطاب أكثر من ثلاثين عالماً مشهوراً على المستوى العالمي وعدة مراكز وطنية بحثية على مستوى الشباب وتطوير مهارات أعضاء هيئة التدريس لتطوير مهاراتهم تستحق أن تكون فعلا من أفضل أربعمائة جامعة ومركز بحثي في العالم.

إن التحالف مع القطاع الخاص في تطوير أبحاث مشتركة والقيام بتوقيع أكثر من 600 عقد أبحاث واستشارات لأكثر من 35 مليون دولار بالإضافة إلى مشروع الكراسي البحثية والعلمية التي تجاوز عددها أكثر من 130 كرسيا علميا مع القطاع الخاص والتحالفات في مجال الطاقة والزراعة والدراسات الزلزالية في عشرين محطة مع دول عالمية، فهي تستحق أن تكون من الجامعات العالمية.

والآن أيها القارئ العزيز وأيتها القارئة العزيزة هل يمكن أن تستوعب معي بشكل متكامل لماذا تم اختيار جامعة الملك سعود أن تكون الأولى على المستوى العربي والإسلامي وأن تكون الأولى في الشرق الأوسط وإفريقيا.

أخيراً..

إن الوصول إلى العالمية يستغرق جهداً ووقتاً مميزاً ليس بالسهل، ولا شك أن العمل الجماعي لمعالي مدير الجامعة وأصحاب السعادة وكلاء الجامعة وعمداء الكليات للوصول لهذا المركز المتميز كان سبباً أساسياً لتطوير مفهوم العمل الجماعي الناجح بفضل الله، والأيام سوف ترينا أن هذه هي البداية والباقي والقادم أحلى وأجمل وأفضل.. فأنا أعرف طموح معالي الدكتور العثمان الذي سيضع عنواناً جديداً للتحدي خلال السنوات القادمة لكي تكون جامعتنا ضمن أكبر وأفضل مائة جامعة عالمية بحول الله.

نكرر التهنئة مرة أخرى لقادة هذا البلد المعطاء في ظل القيادة الحكيمة لقائد هذه المسيرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز- حفظه الله ورعاه- وولي عهده المحبوب، ولأمير الرياض وسمو نائبه ولمعالي وزير التعليم العالي ولنا جميعاً في هذه الجامعة العريقة التي تحمل اسم ملك عزيز علينا جميعاً ولمزيد من الانطلاق نحو الريادة العالمية فمن جد وجد ومن زرع حصد.

والله الموفق وهو الهادي إلى سواء السبيل.

عميد كلية العلوم الإدارية والإنسانية - جامعة الملك سعود بمحافظة المجمعة


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد