Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/08/2008 G Issue 13095
الثلاثاء 04 شعبان 1429   العدد  13095
السؤال الحلم
مَنْ يحول (متاهات نت) إلى خارطة طريق؟
سهم بن ضاوي الدعجاني

انتظرت حتى اكتملت حلقات (متاهات نت) التي بثها تلفزيوننا السعودي ضمن برنامجه الجديد (همومنا)، تلك الحلقات التي حاول مقدم البرنامج الناجح وضيوفه أن يرسموا جانباً من جوانب همومنا الفكرية مع أتباع تلك الفئة الضالة التي بدأت - ولله الحمد- في الانحسار على الأصعدة كافة. وقد تميزت تلك الحلقات بنفس حواري شفاف، أعتبره شخصياً مواجهة فكرية مكشوفة مع أعدائنا في الداخل الذين احترفوا سياسات (التخندق) في كل تصرفاتهم وتحركاتهم الاجتماعية. ذلك البرنامج محاولة وطنية كشفت لنا ولأبنائنا بكل جرأة وشفافية أهم القضايا والهموم الوطنية التي ما زالت تواجه المجتمع السعودي، وذلك من خلال صناعة تلفزيونية تعتمد على (الحوار) والمصارحة الفكرية، شارك فيها ممثلون لكل شرائج المجتمع ذات الصلة (خبراء) و(مختصون) في العلوم الشرعية والاجتماعية والأمنية. ولقد نجح البرنامج -بكل صدق- في ملامسة عدد من الحلقات في سلسلة المواجهة مع أصحاب الفكر الضال الذين استطاعوا أن يتسللوا إلينا في غفلة منَّا نحن أفراداً ومؤسسات. تلك الحلقات كانت (الوطنية) و(المواطنة) و(التربية) و(الإنترنت) و(الفضائيات) و(ثقافة القراءة والاستماع).

برنامج (متاهات نت) محاولة صادقة وخطوة جريئة نجحت في صناعتها والتخطيط لها وزارة الداخلية السعودية إيماناً منها بأن (الشباب) و(الإنترنت) ثنائية مهمة جداً في مواجهة الفكر الضال. ويكفي أن نعلم أنه قبل (10) سنوات لم يكن هناك على الإنترنت إلا (12) موقعاً متطرفاً، ولكن الآن تقول الدراسات الحديثة إن هناك (5000) موقع متطرف أو أكثر يمارس مِنْ خلالها اقتحام (العقول) السعودية الشابة لخلخلة قناعاتها الفكرية ومسلماتها الدينية وثوابتها الوطنية. والسؤال: كيف نحمي 5.000.000 مستخدم سعودي لشبكة الإنترنت من هذه المواقع المتطرفة وتأثيرها السيئ؟ هل يكفي أنْ ندفن واجهات تلك المواقع المفخخة بالعبارة الشهيرة (عفواً المطلوب غير متاح) أم أن الطريقة التي انتهجتها وزارة الداخلية من خلال إنتاجها لبرنامج (متاهات نت) هي الأمثل والأسلم في مواجهة أولئك المتخندقين خلف تلك المواقع؟! إنني أعتبر هذا البرنامج حلقة أولى تبشر بصناعة إعلامية احترافية نواجه من خلالها فلول الفكر الضال ونفضح مخططاتهم القذرة وأهدافهم القبيحة الرامية إلى زعزعة الأمن الذي نعيشه في هذه البلاد. أملي أنْ يتم تسجيل تلك (الحلقات) وتوزيعها على شكل أشرطة فيديو أو (DVD) من خلال وزارة التربية والتعليم لعرضها على أبنائنا وبناتنا الطلاب في المدارس مطلع العام القادم. كما آمل أن تكون تلك الحوارات والقصص والوقائع التي صدمت المشاهدين لتلك الحلقات، أملي أن تكون أرضية خصبة لإنتاج إعلامي هادف يصب في محاربة الفكر الضال، تقوم به مؤسساتنا الإعلامية الوطنية.

أخيراً..

التحدي الحقيقي أمام المفكر السعودي، أن يحول (متاهات نت) إلى (خارطة طريق) يصل بها العقل السعودي إلى فضاء الأمن والولاء لدينه ولقيادته الرشيدة، من خلال دراسات عميقة لبيئة الضحايا من كل الشرائح والخروج بتصور حقيقي لنشأة تلك (المتاهات) وكيف نجح أصحابها في السطو على (العقل) السعودي.

وتغيب (الوعي الديني والوطني)، حتى وصل شبابنا إلى ما وصلوا إليه فأصبحوا (فريسة) سهلة لأصحاب الفكر الضال، وأرضية خصبة لبذور الفتنة والفساد في الأرض.



لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6885 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد