Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/08/2008 G Issue 13095
الثلاثاء 04 شعبان 1429   العدد  13095
الحقيقة.. شمس
لماذا: نور ومهند؟!
رجاء العتيبي

ليس لشخصيات المسلسلين التركي: نور وسنوات الضياع أي أهمية عند جمهور الأسر السعودية بقدر ما للروح الشاعرية التي تنبض بها تلك الشخصيات من تأثير كبير عليها, فلا شكل مهند ولا جمال لميس ولا وسامة يحيى ولا روعة رفيف ولا قوة شخصية نور أي أهمية فيزيائية لدى الأسرة السعودية التي تتحلَّق حول المسلسل بقدر أهمية تلك الرومانسية العالية والحوار الراقي والمشاعر المتوازنة والحب الصادق التي تنبعث من أجساد تلك الشخصيات.

إن عنصر (الدهشة) بوصفها عنصراً درامياً رئيساً يكمن في الرومانسية الحالمة التي تشع في كل زاوية من زوايا المسلسل بصورة شكَّلت (الحلقة المفقودة) في ثقافتنا, وبما أن ثمة تصحراً عاطفياً (رومانسياً) شاعرياً بين الأزواج السعوديين يلحظه الكثير، فإن مهند ونور ويحيى ولميس أتوا ليعيدوا هذه القضية ويبعثوها من جديد لدرجة أن هذه الشخصيات أصبحت شاهداً في حوارات المجالس وشاعريتها باتت مثالاً جيداً لإثبات نوع معين يصفه البعض بالحالة المفقودة لدى كثير من الأزواج.

لا نظن أن التجاوزات الدينية في سلوك لميس (كشخصية درامية) أي تأثير لدى الأسر السعودية باعتبار أن الأسر السعودية محصنة دينياً بما يجعلها تعرف الخطأ من الصواب في مسألة الحمل غير الشرعي, وتأثير ذلك على بناتنا أمر غير وارد, لكن الناس تركز على شيء (بالنسبة لها مفقود) وهو العنصر الشاعري والعاطفي في تلك الشخصية وعلاقة ذلك بمن حولها, وكذلك الأمر لدى مهند ونور الزوجين اللذين يحبان بعضاً بصدق، ويختلفان بأسلوب راقٍ، ويتجادلان بحوارات راقية، ويصدران انفعالات متوازنة لا تصل حد (الكف) أو (انتفاخ الأوداج) أو (احمرار العيون) كما هو الحال لدى المسلسلات الخليجية.

تلك المشاعر هي العنصر المثير للجدل، وهي عنوان الدهشة، وهي وقود المسلسل، وهي الوتر الحساس ومربط الفرس ولا سيما أنها جاءت وسط عمل درامي متكامل البناء ومُصاغ باحترافية عالية.



ra99ja@yahoo.com
لإبداء الرأي حول هذا المقال أرسل رسالة قصيرة SMS  تبدأ برقم الكاتب 6515 ثم إلى الكود 82244

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد