Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/08/2008 G Issue 13095
الثلاثاء 04 شعبان 1429   العدد  13095
عتبي على الإعلام السعودي
بدر بن أحمد كريم

أرجوكم لا تنسوا، بل تذكروا جيدا اليوم وغدا وفيما بعد، عالمين سعوديين من علماء المستقبل تفوقا أكاديمياً، وحصلا على معدل امتياز، الأول: (عذبي بن عياده الشمري) والآخر (زياد بن أحمد الشويعر)

ولكم أن تسألوا: لماذا أرجوكم ألا تنسوهما؟ ولماذا أطالبكم بأن تتذكروهما جيدا؟ الإجابة ببساطة لأن الأول تفوق في دراسته، وحصل على معدل امتياز في جامعة (أولد دومينون) الواقعة في ولاية فرجينيا الأمريكية، والآخر: تفوق أكاديميا في جامعة (فرجينيا ويلث) الواقعة في مدينة (ريتشموند) بولاية فرجينيا أيضا، وهو عضو في الجمعية الوطنية للعلماء الجامعيين، وتقدير لما نالاه من مكانة علمية تشرفهما، وتشرف الوطن، ويعتز بها مجتمعهما، تلقيا دعوة رسمية لحضور حفل تنصيب الرئيس الـ(44) للولايات المتحدة الأمريكية، منتصف شهر يناير - كانون الأول 2008م.

هذا الخبر نشرته - على حد علمي ومطالعاتي - صحيفة سعودية واحدة، وفي صفحة داخلية، وليتها وضعته في مكان بارز، أو ليتها أشارت إليه في الصفحة الأولى، فأين بقية وسائل الإعلام السعودي منهما؟ (الصحف الأخرى، المجلات الثقافية - العلمية، الإذاعة المسموعة، التلفاز) فقد قدم (الشمري) و(الشويعر) عصارة فكرهما، وإبداع علمهما ليس لوطنهما ومجتمعهما فحسب بل للإنسانية كلها، ولماذا هذا التجاهل؟ وهل يجوز أن يمر خبرهما دون تعليق، أو تسليط أضواء على تفوقهما العلمي؟ أم أن (زامر الحي لا يطرب)؟ أم لا كرامة لعالم في وطنه؟ والأنكى أن الخبر مر ليس مرور الكرام، ولو كان كذلك لوجد مكانا بارزاً في الصحف السعودية، أما الإعلام الرسمي فلا أدري إن كان احتفى بهما أم لا، فإن فعل ذلك فهو إعلام يسمع وقع أقدام المتفوقين من الشباب (الذكور والإناث) ومن هنا يمكن القول: إنه إعلام نشط، فعال، يتابع ما يدور في العالم من تفوق للإنسان السعودي، وإن لم يحتف بهما فلا ينبغي أن تكون هذه قاعدة، في وقت لا تبرز فيه بعض وسائل الإعلام الأجنبية، إلا الجانب المعتم من حياة بعض الشباب السعودي، وكأن هذا الجانب لا يوجد في شباب كل مجتمع، وتغض الطرف عن الجانب المضيء الذي يمثله اليوم (عذبي الشمري) و (زياد الشويعر) اللذان لو كانا في مجتمع آخر، لتسابقت وسائل إعلامه في تقديمهما للرأي العام، نموذجا يقتدى به، وعالمين من علماء المستقبل، محاطين بكل الاهتمام والعناية والرعاية بالمتفوقين والموهوبين.

أعتب على الإعلام السعودي، وألومه، وأطالبه بأن يحتفي بالمتفوقين والمبدعين من شبابه (علماء المستقبل) فصديق الإعلام من صدَقه لا من صدَّقه، منطلقا من اقتناعي بأن هناك واجبا وطنيا ينبغي على الإعلام السعودي القيام به على أحسن أداء، فهو لسان حال المجتمع، ولا يستقيم حال المجتمع بلا إعلام مسؤول، يعطي ما عليه من واجبات، ويأخذ ما له من حقوق، مع كامل تقديري للجهود المبذولة للارتقاء بمستوى أداء الإعلام السعودي بشقيه: الخاص والرسمي.

فاكس: 4543856



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد