Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/08/2008 G Issue 13095
الثلاثاء 04 شعبان 1429   العدد  13095
القاعدة وأهداف إرهاب الصيف
د. وحيد بن حمزة عبدالله هاشم

مطار صنعاء اليمن مليء بالمسافرين من مختلف الجنسيات الإنسانية هربا من مخاطر العمليات الارهابية التي تنظمها وتنفذها عناصر من الجماعات المتطرفة سواء تلك المرتبطة بتنظيم القاعدة أو التي تعاني بشكل مستقل من معضلة التطرف المزمن. العمليات الارهابية هذه صعدت من مشكلة مخاوف الأمن والاستقرار التي مع الأسف تتعارض تماما مع مصالح اليمن الاقتصادية والأمنية لما يمثله منطق العنف والدمار من مخاطر اقتصادية وأمنية تحرم الشعب اليمني من مصدر هام لدخله السنوي.

حقيقة الارهاب والتطرف تؤكد أنه لا يمكن أن نستبعد وجودها كخطر مباشر على الأمن والاستقرار والرفاهية لدولة اليمن. هذا ما يمكن استنتاجه بعد الهجوم بأسلحة المورتر على السفارة الايطالية وموقع للجمارك في العاصمة صنعاء في نهاية شهر ابريل الماضي، قبل ذلك بشهر واحد استهدف الارهاب السفارة الأمريكية في صنعاء بقنابل المورتر لكنها أخطأت هدفها وأصابت مدرسة للبنات فجرحت 13 منهن.

وفي بداية شهر ابريل نفسه أصابت قذائق صاروخية سكنا لعمال أجانب يعملون في مجال النفط. بعدها بعدة أيام وجدت قوات الأمن اليمنية أصابع من المتفجرات لم تتفجر بعد خارج مدخل شركة كندية تعمل في مجال النفط ايضا. وبكل فخر واعتزاز اعلن تنظيم القاعدة مسؤوليته عن تلك العمليات التي هدد بها أمن واستقرار ورفاهية المواطنين اليمنيين.

وفي بداية شهر مايو الماضي أعلن مصدر مقرب من تنظيم القاعدة بأن لدى التنظيم عناصر كثيرة تنتظر دورها في تنفيذ العمليات الارهابية داخل اليمن. كما ولدى التنظيم قوات مدربة هدفها الاستيلاء على السلطة وبمقدورها مواجهة الجيش اليمني، بيد ان هذا التصريح حتى وإن كان مغايرا للحقيقة وفيه ما فيه من تضخيم وتعظيم لقدرات تنظيم القاعدة فإنه قطعا يهدد الأمن وااستقرار بإثارة المخاوف والهلع للشعب اليمني ولمن يتجه لليمن بقصد السياحة او بغرض الاستثمار.

صحيح ان مجلس السياحة اليمني يحاول جاهدا تغيير الصورة الأمنية القاتمة التي يحاول تنظيم القاعدة توظيفها لضرب الاقتصاد اليمني، بيد ان توقيعه لاتفاقيات مع مكاتب للعلاقات العامة في كل من ألمانيا، فرنسا، وإيطاليا لم يسهم في إزالة المخاوف الأمنية التي علقت في أذهان السياح ورجال المال والأعمال الأجانب، لكن من الواضح ان تحرك الجانب السعودي للقطاع الخاص جاء في الوقت المناسب ليقف الى جانب اليمن حيث صرح أحد المسؤولين في الغرف التجارية السعودية بوجود فرص للاستثمار في العقار والسياحة في اليمن.

بيد أن اليمن والشعب اليمني في حاجة ماسة لأكثر من تحرك لمكاتب العلاقات العامة في أي دولة يهمها أمن واستقرار اليمن وشعبه، فالمخاوف من العمليات الارهابية مازالت تهيمن على العقول وتتغلغل في النفوس لتسهم في ترسيخ واقع الإحجام الاقليمي والعالمي عن التوجه الى اليمن للسياحة او للاستثمار فيه إذ المطلوب وضع خطة أمنية واستراتيجية توعية وطنية فاعلة لمواجهة الارهاب ومكافحته في اليمن بكافة الوسائل التي تملكها الحكومة اليمنية مع تعاون وثيق وعميق من قبل كافة قطاعات الشعب اليمني. أضف الى ما سبق من الضروري توقيع عقوبات قصوى على الارهابيين ومن يتعاطف معهم أو يمولهم أو حتى يأويهم او يتستر عليهم بأي شكل من الأشكال.

من الملاحظ حتى الآن أن تنظيم القاعدة تنشط عملياته الارهابية في فترة الصيف في بعض الدول العربية خصوصا في العراق عندما فجرت طفلة نفسها قرب موقع عسكري عراقي قتلها وقتل نقيب في الجيش العراقي، وأخيرا طالت العمليات الارهابية تركيا عندما قتل الارهابيون 17 شخصا وجرحوا قرابة 157 آخرين في تفجير بشمال مدينة اسطنبول، بل وشملت تهديدات تنظيم القاعدة دولة الامارات العربية بعد أن تنامت حدة الانتقادات المتشددة الموجهة لها في المواقع المتطرفة على الشبكة الاليكترونية التابعة لتنظيم القاعدة. السبب أن تنظيم القاعدة يستهدف وضع الدول العربية والإسلامية في خانة المخاطر العالية على المستوى العالمي حتى يمعن في إضعاف الدول وشعوبها.

الدراسات العلمية أثبتت حتى الآن وجود علاقة سلبية بين الشعوب التي تنعم بالأمن والاستقرار وخصوصا الدخل المرتفع، وبين قدرة تنظيم القاعدة على تجنيد عناصر مؤيدة له ولمنطقه ولعملياته. بمعنى أدق أن الفقر والبطالة والجهل الديني من أهم العوامل التي تساعد على تجنيد وتوظيف عناصر لتنظيم القاعدة تمكنه من تنفيذ عملياته الارهابية، لهذا السبب على ما يبدو أن تنظيم القاعدة يحرص على ضرب المنشآت الاقتصادية والسياحية للحفاظ على بيئة ضعيفة وفقيرة تتلاءم مع مصالحه واحتياجاته وأهدافه.



drwahid@email.com

 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد