Al Jazirah NewsPaper Tuesday  05/08/2008 G Issue 13095
الثلاثاء 04 شعبان 1429   العدد  13095
شكراً للأصدقاء الذين خذلوني!
فوزية ناصر النعيم

قالت: وهي تبتلع العبرات تترى.. لقد بسطت لهم حياتي وقتاً وجهداً.. أهرع حينما يألمون.. وآلم حينما يهرعون.. وأطرق الأبواب لأجلهم.. وأتذلل المناصب لكي تنام أعينهم قريرة.. ما ترددت يوماً في أمر فيه إسعادهم.. وما سعدت يوماً لأمر كان يقلقهم.. ولكنهم خذلوني.. حينما احتجتهم فروا هاربين وما لمحت منهم إلا أعقاب أقدامهم تلوح في الأفق مسرعة.. قلت لها: لو لم يكن الجحود والخيانة على الأرض.. لما كانت الجنة والنار حسن المآب وبئس المصير.. دموعك الأجاج أنبل من أن تنحدر لأجلهم وأعظم من أن تذرفيها لشخوص لا يعرفون معنى الصداقة.. فكفكفي دموعك واجعليها في المحاجز أبية شامخة لا تنحني وتذهب سدى لأجل من يحملون الخناجر في إطارات جميلة ومذهبة!! .. تقول: وأنا التي أدرك قولها أكثر من أي شخص آخر فكلنا في أجسادنا خناجر مغروسة حتى الغمد..!!! ونعاني صنوف الإنكار والجحود والأحمال الثقيلة.. وأحبتنا الأصدقاء.. حينما يحتاجوننا لابد أن نكون جهاز استقبال يتلقى المعلومة ويبرمجها وتتحول الآمال المستحيلة إلى ممكن بسيط ومن أجل أن نحقق لهم الآمال.. تخيلوا على كم الأعتاب ستراق مياه وجوهنا وينقطع حبل أصواتنا ونتوسل الحقوق لأجلهم.. المهم أن تبدو حقيقة مستجابة.. ونحن في منتصف الطريق.. وتقهرنا الكرامة المرهقة التي تجعلنا نخوض التجارب ونسقط في المنعطفات ويلتهب القولون وتتقيأ المعدة ولا نطلب النجدة إلا حينما يُسقط في أيدينا ويتحول من فعل مضارع إلى ماض جعل أجسادنا وقلوبنا ساحة كي تحمل كل الأشياء الهندسية التي جعلها الدهر علامة فارقة ليحموم الكرامة التي تنأى بنا عن طلب الآخرين.. ونصاب بخيبة بل بخيبات حينما تتعثر الكلمات على أفواهنا نطلب إمكاناتهم فيتهربون.. يا صديقتي لست وحدك من يعاني الخذلان والجحود خلف أروقة الزمن.. أناس صفعتهم أيدي الأحبة الأصدقاء نكراناً وخذلاناً وكأن صحائفنا معهم سوداء قائمة.. لست وحدك.. كثيرون يعانون هذا الشعور ويبتلعون الأمواس قهراً وظلماً.. ترى أين تكمن الأسباب.. هل هي في حوائجنا المستحيلة.. أم في أصدقائنا المتقهقرين؟!! تقول صاحبتي إن حوائجنا حينما نسعى إلى تحقيقها فنحن نطلبها من المقربين إلى الحوائج أي من نطمع أن يكون قضاؤها ضمن قدراتهم.. ولكن حتما أن العيب في الاصدقاء الذين تعودوا أن تسدى لهم الخدمات وأيديهم مكبلة خلف ظهورهم لا تبدو إلا في التعبير عن الرفض والامتعاض!! إذاً إن مثل هؤلاء البشر الذين نسميهم أصدقاء لا يستحقون لحظة فكر أو مجرد إحساس بالألم.. علينا أن نحفر قبورهم ونحثو على وجوههم التراب ونصلي عليهم صلاة الغائب فهم لم يسجلوا حضوراً في حياتنا.. والآن سجلنا لهم الغياب!!!!

- عنيزة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد