عندما كنت طالباً في جامعة الملك سعود عام 1405هـ كان مدرسنا الأمريكي في اللغة الإنجليزية يقول عن قيادة السعوديين للسيارات (ناس مجانين crazy people)حيث السرعة الجنوبية والتجاوز من جميع الاتجاهات.. وبالرغم من محاولات الإصلاح إلا أن هذا الجنون ما زال يضرب أطنابه في جميع أنحاء المملكة. وقد كان لي محاولات مثل غيري في هذا الإصلاح المروري فكتبت منذ عشرين سنة مقالاً في إحدى الصحف يشخص الأسباب ويحمل الجهة المرورية إلقاء الحبل على الغارب وعند نشره حذف من المقال وحرف فيه في زمن التعتيم الإعلامي! عندها قمت بإرسال برقية إلى أميرنا المحبوب وزير الداخلية والذي اهتم بها وأمر بوضع آلية إستراتيجية لمكافحة هذه الظاهرة المدمرة، والقاعدة الغربية تقول: إذا استمر عملك على نفس الطريقة فسوف تجني نفس النتائج!! وعلى هذه القاعدة فالويل لنا!!

وإذا كانت القيادة مشكورة قد جنبت شعبها الحروب بعدم خلق مشاكل مع الدول المجاورة وغيرها وهذا شيء يحمد لها ولا ينكره إلا أعمى بصيرة بحل مشاكل الحدود بالطرق السلمية، إلا أن حوادث السيارات أقامتها بالنيابة، أكتب هذا المقال وأنا في الباحة البلد السياحي والذي كنت أظنه أولى باتباع النظام المروري حيث الزوار من خارج وداخل المملكة، إلا أنه وللأسف أسوأ من غيره!! حيث السرعة الجنونية والويل لك إن لم تجارِهم أو تترك طريقك وتلزم الكتف الأيمن حتى مع المنعطفات الخطرة!! زد على ذلك إيذاء الناس باستخدام الأبواق المرتفعة والشكمانات المزعجة في جميع الأماكن والأوقات. وكان الله في عون المرضى وطالبي الهدوء والراحة في زمن السياحة!!