الجزيرة- حازم السند
عنيزة أو باريس نجد المسمى الذي يفتخر به أهلها, مدينة هادئة, يطمح أهلها إلى جعلها مدينة في مصافِّ المدن السياحية لم تتوقف آمال أبنائها على أن تستقطب السياح في فترة الصيف, وأن تغدو مصيفاً للزوار من شتى نواحي المملكة لكنها تطمع -وهي جديرة- إلى أن تستحوذ على القلوب في مختلف المواسم صيفاً وشتاءً وخريفاً وربيعاً... وهو الشعار الذي رفعوه, وعمدوا إلى تفعيله.ش
حينما زرت هذه المدينة كانت اعتقادي أنها لاتختلف عن غيرها من المدن الصغيرة في مشاريعها وطرقاتها, ومظاهرها, لكن كل ذلك غدا شيئا من الأوهام حين تحسست بيديَّ مميزات عنيزة...!
أهم ما شدني في تلك المدينة صور الانتماء الشديد, والولاء الوثيق الذي يتميز بها أبناؤها في مختلف مراكزهم, فكلهم أمل في أن تظهر هذه المدينة بوجه صبوح, وعارض مشرق رأينا كثيرا من مشاريعهم بدأت بأفراد لايرجون سوى الرفع من اسم مدينتهم, فهناك (بيت البسام), و(مغارة ابن سبيل), و(بيت الحمدان)... مشاريع بدت سابقاً صغيرة لكنها أعطت الزائر شيئاً من الجذل, وكثيراً من الجمال والمتعة.
سوف تجد في عنيزة اللجان التعاونية نشيطة, هدفها لا يقف على حدود هذه البلدة, بل تجاوزها إلى ماهو أبعد, فمشاريع سوق عنيزة المركزي للخضار والفواكه أكثر من رائع, والجمعية التعاونية الزراعية بعنيزة مثال مشرق للغيرة التي تضج بها عروق العنيزاويين, وقد تابعت تلك الآمال الجميلة من الأستاذ يوسف الدخيل رئيس الجمعية طارحا مشروع (المنتجات الصحية), وكيف أنهم في غضون سنوات قليلة سوف يكتسحون الأسواق في المدن الرئيسة بهذه المنتجات الصحية التي تسجل سابقة إيجابية في المجال الزراعي الوطني.و لايمكننا تجاهل مشروع التمور وتخصيص ميادين لعرضها في المواسم مجهزة بالأمن, وكاميرات المراقبة, كذلك مشاريع التغليف, وكراتين التمور النموذجية... بعنيزة لابد أن تمر بمنتزهات(الحاجب), ذات الأجواء الاحتفالية, والنسمات الباردة تجتمع فيها العائلات, والشباب كل في محله آمنا مطمئنا, مفروشة بآلاف الأمتار من (الثيل), والأعشاب المبهجة بخضرتها... وتتوزع في جنبات هذه المتنزهات كشكات بيع عديد من البضائع يبيع فيها الرجال والنساء, وتدشن بين الحين والآخر مهرجانات تسوقية تزود العائلة بما تحتاجه. المسرح الروماني يعكس البعد الحضاري الذي تنتهجه عنيزة بذكائها, وفطنة أهلها حيث تقام فيه مسابقات يومية, واحتفالات رسمية وغير رسمية وليس بعيداً نجد متنزهاً شتوياً, هو (منتزه الغضا), وهو مشروع جبار يسعى إلى أن تتحول هذه الشجيرات الصغيرة إلى غابة متشابكة الأغصان, وهو ما يعد به المسؤولون هناك بعد خمس سنوات أو أقل...!
لم أحط بما بدر في تلك الزيارة لكنها كانت تجربة رائعة, ورحلة ماتعة, كان فيها العنيزاويون خير مضيف, وأكرم مولم.