على أثر وفاة الأستاذ المعلم محمد بن عثمان الركبان فإن الرثاء في مثل هذه المناسبة الحزينة ليس بسهل ولا هيِّن، فهو حوار مع نفس حزينة والمشهد من حول ذلك مليء بالأسى والحزن.
رحمك الله وأسكنك فسيح جناته، فلقد كنت أستاذاً وهذا ما كنا نلقبك به فأنت أستاذ في أخلاقك الكريمة ومروءتك التي لا تتردد.حقاً أبا عبد الله أنت الأستاذ المعلّم، وكثير من محبيك ومن أسرتهم بجميل ما قدَّمت لهم من عمل إنساني سيفقدون رجلاً استثنائياً في كل شيء.
لقد كنت يقظاً مليئاً بالحماس والحيوية، وبعض ممن هم حولك يغطون في سبات عميق، فكنت الحادي ليقظة أبناء قريتك، وكنت أستاذاًَ معلماً بالقدوة استفاد من مسيرتك من تأمل وفكر.فقد كنت قطباً هاماً ومهماً، ونبراساً فاعلاً فيمن حولك بوعي لم يكن متاحاً من غير ذلك العطاء المخلص المسؤول الذي كنت من ورائه - رحمك الله وغفر لك -.
أجزم أن كثيراً غيري يعتقدون ما أعتقد، وبالذات من كانوا تلاميذاً لك، وعلى يدك أخذ بهم الزمن نحو قفزة لم تكن متاحة حينها.بحول الله إن مثواك الجنة برحمة الله، ويشفع لك أنك علامة مميزة أبقت بصماتها على الكثير من أبنائك من ذلك الجيل، فعسى أن تكون الفردوس مقرك برضا من الله ترضى به ونحن من يحبه لك.الأستاذ المعلم وإن كنت مستحقاً للعزاء فإنني أقدر من يستحقه أيضاً، فإلى أخي الدكتور عبد الله بن محمد الركبان وإخوانه وأخواته، وأفراد الأسرة جميعاً خالص التعزية وصادق المشاركة، فالفقيد ليس أباً لأسرة صغيرة تحزن عليه، بل هو من تغلغل بسمو أخلاقه وجهده النبيل في محيط أسرة أكبر، فللجميع أصدق العزاء.
وستبقى كلمتي حبيسة في صدري لا يطلق عنانها إلا صمت عن كل شيء إلا بالدعاء الصادق المخلص في محراب الرجاء والأمل. فليرحمك الله وليس بالإمكان إلا أن نخضع مؤمنين بسنن الحياة التي أرادها المولى عزَّ وجلَّ لك ولنا، فرحاب الصبر والاحتساب هما بنا أحرى. فليرحمك الله ويغفر لك بحوله وقوته. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}