تستمر حالة التذبذب التي تشهدها سوق الأسهم السعودية التي يغذيها ويطيل أمدها تعاملات المضاربين التي تتعرض لها السوق، والتي تشهد حالة من التوسع بانضمام المؤسسات والصناديق الاستثمارية المتخصصة لموجة المضاربة من خلال المسارعة لتنفيذ عمليات البيع والشراء قصيرة الأجل بغية جني الأرباح واستغلال الأجواء السائدة في السوق، وهذه الأجواء مخالفة للمنطق الاستثماري الصحيح التي تتعارض مع سياسة الإفصاح والتقارير المالية الصادرة عن الشركات المدرجة في سوق الأسهم .

سلوك القطيع هو المصطلح الذي أصبح ذا دلالة أكثر توسعا بانضمام (الاستثمار المؤسسي) لصفوف الممارسين لهذه النوعية من التعاملات الذي يشير إلى سيطرة روح الانقياد، وجنوح المستثمرين الأفراد بشكل جماعي وبصورة غير مدروسة لاتباع اتجاهات السوق العشوائية، والخضوع لسطوة المضاربين. وقد شهدت السوق مؤخرا إقبالا لافتا للنظر من قبل المحافظ و(الصناديق الاستثمارية) على الأنشطة المضاربية حيث انساقت وراء هذه الموجة. غير أن الاستثمار المؤسسي و(الصناديق الاستثمارية) كان يجب عليها الاستمرار في بناء استراتيجياتها وخططها الاستثمارية على أساس تصوراتها للقيم العادلة للأسهم، واستقرائها للاتجاهات المستقبلية لنمو العائد على السهم، وتطورات أداء الشركات، والتركيز على الاستثمار متوسط وطويل الأجل (med-long term investment)، والاستفادة من خبراتها في رفع مستوى كفاءة سوق الأسهم، وتعزيز الممارسات الصحيحة بما يحد من التعاملات العشوائية لضبط إيقاع السوق، وهو الأمر الذي يستلزم وقفة جادة من قبل إدارات هذه (الصناديق) لمراجعة أدائها وتصحيح مسيرتها. والله الموفق،،،