الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية هذه المدينة تعيش هذه الأيام طفرة اقتصادية غير مسبوقة قل نظيرها في بلدان العالم كثرة الأسواق التجارية والمباني السكنية الشاهقة والبنوك المالية والمنتزهات الحديثة ومدن الألعاب وهذه الطفرة صاحبها نزوح كبير على المدينة حيث أصبح تعدادها يفوق الخمسة ملايين نسمة وهذه المدينة ما يسحرك فيها أنه قلما يمر سنة أو شهر أو يوم لا تجد مركزا تجاريا يشاد أو مبنى حضاري يعمر أو خطوطا سريعة وأنفاقا تنفذ ولكن ما ألاحظه ويلاحظه غيري والذي يسبب تنغيصا حقيقيا لسالكي الطرقات السريعة هو السيارات المتقادمة المتهالكة التي مضى على صناعتها حين من الدهر وتآكلت جميع أجزائها والأشد من ذلك هو قائدو هذه المركبات وهم في غالبيتهم عديمو الإلمام بأبسط قواعد القيادة ومع ذلك يحملون رخصة قيادة دون التأكد من السيارات التي بحوزتهم هل هي جيدة أم خردة وأجزم أن صاحب السكراب لا يعيرها اهتماما لأن محتوياتها من حديد وغيره قد بلي وهذه السيارات ما تسير ولا غضاضه في ذلك لأنها تدر على أصحابها دخلا لأن الصدمة من الخلف تجلب ما لا يقل عن ألف أو ألف وخمسمائة ريال راتب شهر في الشركات ذات الأجر الضعيف وتعديلها لا يكلفه شيئا مطرقة وبويه بعشرة ريالات والعتب ليس على هذا المسترزق العتب على من تركه يسرح ويمرح كما يشاء بهذه السيارة التي عرقلت بل أعاقت الحركة وهو ما نلاحظه في الدائري الشرقي والدائري الجنوبي في الصباح الباكر وعند الغروب الاختناقات المرورية ساعة أو ساعتين مع أن وصول الموظفين إلى مقار أعمالهم لا يزيد على العشرين دقيقة أو تنيف قليلا والسبب أن صاحب المركبة المتهالكة وقع له حادث وهو كل صباح يدعو يا رزاق يا كريم ترزقنا بصدمة من الخلف مع العلم أنك لا تخرج من هذه العطلة إلا بعد أن تصل سيارة المرور لتمنحه التقرير المتضمن الخطأ بنسبة 99% على الطرف الآخر 1% تنازل بها المحترم كثر الله خيره على تنازله وإنهاء هذه العطلة وهذا الوضع الذي سبب ربكة إلى هذا الوقت لم يوجد له حل بل السيارات عديمة الحركة بكثرة جنبا إلى جنب مع السيارات ذات الدفع الرباعي الجميلة وكلنا زار دول الخليج ونحن جزء من كيان مجلس التعاون الخليجي ولم ألاحظ أي سيارة متهالكة من أي نوع غلا ثمنه أو قل ولكن في مدينة الرياض نرى السيارات المتهالكة تجوب شوارع المدينة الجميلة ومن واقع استقصاء لهذه السيارات أن نسبة 95% أصحابها غير سعوديين وأقول من غير السعوديين بمعنى خمسة أفراد يجتمعون على شراء سيارة بألفين ريال وبدون سعي والضحية صاحب الثراء وصاحب التجارة وصاحب الوظيفة وكان الله بالعون لو صدم سيارتك فإنه لا يقوم بإصلاحها بدعوى أنه مسكين.
فبحكم أنني من سكان مدينة الرياض هذه المدينة الرائعة التي تزخر بإنارة وأرصفة وجزر خضراء وبهاء ونضارة أتمنى ويتمنى غيري النظر في إيقاف هذه السيارات تماماً وأن يتفرغ هؤلاء العمال لما استقدموا له من صيانة ونظافة وتكون المؤسسة التي استقدمتهم مسؤولة مسؤولية تامة عن نقلهم لا أن تكون هذه السيارات التالفة مصدر رزق غير مشروع وتشويه لعاصمتنا الحبيبة. وفق الله الجميع لما فيه خير وصلاح هذه البلاد وأهلها.
المستشار المالي بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف