Al Jazirah NewsPaper Thursday  07/08/2008 G Issue 13097
الخميس 06 شعبان 1429   العدد  13097
السيارات المتهالكة تعرقل الحركة وتعيق السير في العاصمة
محمد بن ناصر الخميس

الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية هذه المدينة تعيش هذه الأيام طفرة اقتصادية غير مسبوقة قل نظيرها في بلدان العالم كثرة الأسواق التجارية والمباني السكنية الشاهقة والبنوك المالية والمنتزهات الحديثة ومدن الألعاب وهذه الطفرة صاحبها نزوح كبير على المدينة حيث أصبح تعدادها يفوق الخمسة ملايين نسمة وهذه المدينة ما يسحرك فيها أنه قلما يمر سنة أو شهر أو يوم لا تجد مركزا تجاريا يشاد أو مبنى حضاري يعمر أو خطوطا سريعة وأنفاقا تنفذ ولكن ما ألاحظه ويلاحظه غيري والذي يسبب تنغيصا حقيقيا لسالكي الطرقات السريعة هو السيارات المتقادمة المتهالكة التي مضى على صناعتها حين من الدهر وتآكلت جميع أجزائها والأشد من ذلك هو قائدو هذه المركبات وهم في غالبيتهم عديمو الإلمام بأبسط قواعد القيادة ومع ذلك يحملون رخصة قيادة دون التأكد من السيارات التي بحوزتهم هل هي جيدة أم خردة وأجزم أن صاحب السكراب لا يعيرها اهتماما لأن محتوياتها من حديد وغيره قد بلي وهذه السيارات ما تسير ولا غضاضه في ذلك لأنها تدر على أصحابها دخلا لأن الصدمة من الخلف تجلب ما لا يقل عن ألف أو ألف وخمسمائة ريال راتب شهر في الشركات ذات الأجر الضعيف وتعديلها لا يكلفه شيئا مطرقة وبويه بعشرة ريالات والعتب ليس على هذا المسترزق العتب على من تركه يسرح ويمرح كما يشاء بهذه السيارة التي عرقلت بل أعاقت الحركة وهو ما نلاحظه في الدائري الشرقي والدائري الجنوبي في الصباح الباكر وعند الغروب الاختناقات المرورية ساعة أو ساعتين مع أن وصول الموظفين إلى مقار أعمالهم لا يزيد على العشرين دقيقة أو تنيف قليلا والسبب أن صاحب المركبة المتهالكة وقع له حادث وهو كل صباح يدعو يا رزاق يا كريم ترزقنا بصدمة من الخلف مع العلم أنك لا تخرج من هذه العطلة إلا بعد أن تصل سيارة المرور لتمنحه التقرير المتضمن الخطأ بنسبة 99% على الطرف الآخر 1% تنازل بها المحترم كثر الله خيره على تنازله وإنهاء هذه العطلة وهذا الوضع الذي سبب ربكة إلى هذا الوقت لم يوجد له حل بل السيارات عديمة الحركة بكثرة جنبا إلى جنب مع السيارات ذات الدفع الرباعي الجميلة وكلنا زار دول الخليج ونحن جزء من كيان مجلس التعاون الخليجي ولم ألاحظ أي سيارة متهالكة من أي نوع غلا ثمنه أو قل ولكن في مدينة الرياض نرى السيارات المتهالكة تجوب شوارع المدينة الجميلة ومن واقع استقصاء لهذه السيارات أن نسبة 95% أصحابها غير سعوديين وأقول من غير السعوديين بمعنى خمسة أفراد يجتمعون على شراء سيارة بألفين ريال وبدون سعي والضحية صاحب الثراء وصاحب التجارة وصاحب الوظيفة وكان الله بالعون لو صدم سيارتك فإنه لا يقوم بإصلاحها بدعوى أنه مسكين.

فبحكم أنني من سكان مدينة الرياض هذه المدينة الرائعة التي تزخر بإنارة وأرصفة وجزر خضراء وبهاء ونضارة أتمنى ويتمنى غيري النظر في إيقاف هذه السيارات تماماً وأن يتفرغ هؤلاء العمال لما استقدموا له من صيانة ونظافة وتكون المؤسسة التي استقدمتهم مسؤولة مسؤولية تامة عن نقلهم لا أن تكون هذه السيارات التالفة مصدر رزق غير مشروع وتشويه لعاصمتنا الحبيبة. وفق الله الجميع لما فيه خير وصلاح هذه البلاد وأهلها.

المستشار المالي بوزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد