Al Jazirah NewsPaper Tuesday  12/08/2008 G Issue 13102
الثلاثاء 11 شعبان 1429   العدد  13102
المصلحة العليا: هي الأهم أيها الحمساويون
عبد الله بن راشد السنيدي

نتذكر جميعاًَ تلك العاصفة التي مرت على الفلسطينيين سنة (1969م) عندما وقعت الاشتباكات العسكرية بين قوات الفدائيين الفلسطينيين وقوات الجيش الأردني والتي أطلق عليها آنذاك حرب أيلول الأسود والتي لم تنته إلا بتدخل القادة العرب ......

عندما اجتمعوا في العاصمة المصرية القاهرة بحضور الملك حسين والرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات يرحمهما الله.

كما نتذكر ما وقع للفلسطينيين في جنوب لبنان أثناء الحرب الأهلية وهو ما أدى إلى اجتياح إسرائيل لجنوب لبنان سنة (1982م) وإجلاء القادة الفلسطينيين منه بمن فيهم ياسر عرفات رحمه الله إلى تونس، فما أشبه الليلة بالبارحة، فما يجري اليوم بين منظمة فتح وحركة حماس على الأرض الفلسطينية من خلاف يتطور أحياناً إلى اشتباكات ليس في صالح القضية الفلسطينية إطلاقاً فالتوافق والتلاحم مطلوب بين الفلسطينيين في هذه المرحلة الحساسة، فالخلاف بين الفلسطينيين يضعف موقفهم تجاه خصومهم بالتالي يؤدي إلى عرقلة قيام الدولة الفلسطينية.

نعم لا خلاف في أن حماس فازت بالأغلبية في الانتخابات الفلسطينية وقامت بتشكيل الحكومة الفلسطينية برئاسة إسماعيل هنية، ولكن حماس أرادت بهذا الفوز أن تنتهج خطاً جديداً يحلق بها في السرب لوحدها، فقد أعلنت حماس بعد تشكيل الحكومة المقالة استمرار المقاومة المسلحة، كما أعلنت عدم اعترافها بإسرائيل وهما أمران يتناقضان مع مجريات العملية السلمية التي بدأت في عهد ياسر عرفات عندما تم إبرام اتفاق أوسلو وما تبعه من اعتراف بإسرائيل والبدء في عملية السلام والتي أدت إلى عودة الزعماء الفلسطينيين إلى الأراضي المحتلة بمن فيهم ياسر عرفات تمهيداً لقيام الدولة الفلسطينية، ولذلك تم إقالة حكومة حماس لأن توجهاتها تتعارض مع الإستراتيجية الفلسطينية وهو ما أدى إلى قيام حركة حماس بفصل قطاع غزة الذي تتواجد فيه عن بقية أراضي السلطة الفلسطينية، فأصبحت الأراضي الفلسطينية تدار بحكومتين إحداهما في الضفة الغربية والثانية في قطاع غزة. ورغم الجهود التي بذلت عربياً لحل الخلاف الفلسطيني ومنها جهود خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله عندما جمع القادة الفلسطينيين بجوار بيت الله الحرام وما ترتب عليه من اتفاق بين هؤلاء القادة حول إنهاء أسباب التوتر وتشكيل حكومة وطنية، إلا أن الخلاف ظهر من جديد ولا يزال بسبب استمرار حماس في الاحتفاظ بقطاع غزة وعدم العودة إلى الوحدة الفلسطينية تبعاً لتمسكها بتوجيهاتها وأيدلوجياتها حول حل القضية الفلسطينية باعتبار أن حماس تنظر إلى الأرض الفلسطينية المسلوبة بأنها هي الأرض التي تقع بين النهر والبحر في حين أن غالبية الفلسطينيين قد اتفقوا على أن الأرض الفلسطينية التي ينبغي أن تقام عليها الدولة الفلسطينية هي الأرض التي احتلت من قبل إسرائيل في حرب سنة (1968م) بما فيها مدينة القدس الشرقية التي تضم أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين (المسجد الأقصى المبارك).

إن فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية يعود بسبب مشروعها الاجتماعي والإصلاحي وليس بسبب توجهها السياسي، ذلك أن غالبية الشعب الفلسطيني يميلون إلى إحلال السلام وإنهاء التوتر وقيام الدولة الفلسطينية بالطرق السلمية، فقد تمت تجربة الجانب العسكري طوال الستين سنة الماضية ولم يحقق شيئاً، لذلك فإن على حماس العودة إلى الوحدة الفلسطينية والسير على نفس الطريق الذي اختاره غالبية الفلسطينيين المؤيد من الدول العربية والمجتمع الدولي وهو طريق السلام، فحماس لو قامت بذلك فسوف تكسب ود شعبها وأمتها وثقة المجتمع الدولي، كما أنها سوف تحرج إسرائيل وتحصرها في زاوية ضيقة تؤدي بها إلى المسارعة في الوصول إلى حل القضية وإقامة الدولة الفلسطينية، فالحمساويون في حاجة ماسة إلى تبني هذا الموقف قبل غيرهم لأن استمرارهم على التوجه أو الموقف الحالي سوف يزيد من عزلتهم ويؤدي إلى عدم التعاون معهم وتعميق عدم الثقة فيهم وبالتالي تعطيل قيام الدولة الفلسطينية والخروج مما يعاني منه الفلسطينيون من مآس.






 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد