Al Jazirah NewsPaper Sunday  17/08/2008 G Issue 13107
الأحد 16 شعبان 1429   العدد  13107
التفاتة إلى مرافقنا السياحية

تعقيباً على ما يكتب في صفحات الجزيرة من موضوعات متعلقة بالسياحة في بلادنا وخصوصاً عن ما يتعلق بالنظافة العامة في محاطات الوقود الموجودة في الطرق أو المتنزهات الموجودة في المدن السياحية، أقول: لا غرابة أبداً، فلن أتحدث عن محطات وقود معينة ولكن حديثي منصب على معظم المحطات والاستراحات الواقعة على جميع الخطوط البرية السعودية، فهذا هو حال محطات الوقود التي تقبع على الطرق المؤدية للمناطق السياحية وغيرها فلا اهتمام ولا عناية، فالأهم لديها هو الكسب المادي، فالتلاعب في أسعار الوقود يقابله تلاعب في أسعار المواد الغذائية ولا ننسى افتقاد المطاعم للنظافة العامة.

المطلوب تفعيل دور الهيئة العامة للسياحة وتعاونها مع وزارة التجارة ووزارة الشؤون البلدية والقروية وذلك بعدم منح أصحاب محطات الوقود على الطرق تصاريح إلا بشرط توفر جميع الخدمات ونظافة المرافق العامة نظافة تامة, ولكن وأنا أقوم بالسياحة الداخلية كل عام لم أجد أي تحسن بل إن عدم الاهتمام يزيد عاماً بعد عام، فدورات المياه مخربة وسيئة ويكاد أن يغمى على من يرتادها من وساختها، ومراكز التموين أسعارها متفاوتة وتخزينها سيئ، والمطاعم أسوأ ومحطات الوقود تزيد في سعر المحروقات.وأحب أن أذكر موقفاً حصل لي في إحدى الدول الشرق آسيوية، فقد كنا ثلاثة أشخاص نتمشى في إحدى الغابات البعيدة جداً عن النطاق العمراني، وقد قطعنا مسافة لا تقل عن الستة كيلو مترات داخل الغابة بلا مبالغة ووصلنا مكاناً لا نسمع سوى أصوات الحيوانات والطيور، فكنا بحاجة لدورة مياه، وبالفعل وجدناها بعد وقت يسير، ولكن الغريب إنه حين دخولنا لتلك الدورة تفاجأنا بروائح المواد المطهرة وتوفر المناديل ونظافة الدورات وكأنها لم تستخدم من قبل، وكل هذا لا جديد فيه ولكن بعد رجوعنا وأثناء ذلك وجدت مكتب خدمات السياح فانطلقت نحوه وقلت له بالحرف الواحد (أن نجد دورات مياه نظيفة ومتكاملة داخل مدنكم أو على الطرق بين المدن أو حتى في المتنزهات فلا غرابة في ذلك، ولكن أن نجدها في غابة وكأن هناك عامل نظافة خرج منها للتو أثناء دخولنا لها ونحن لم نشاهده وكيف وصل إلى نقطة بالكاد استطعنا الوصول إليها فهذا هو القمة في الغرابة)، فضحك المسؤول وقال إذا ذهبت إلى بلادك لن تتحدث عن هذا الموقف كثيراً، ولن تتشوق لزيارتنا مرات ومرات، وفي النهاية لن تأخذ عنا انطباعاً أننا شعب نظيف ونهتم بالسياح. فقلت بلى وهو ما حدث بالفعل فقد استشهدت بهذه الواقعة كثيراً وأخذت أحدث عنها وأتشوق دوماً لزيارة تلك الدول مرة أخرى. ونحن هنا في بلاد مهبط الوحي وقبلة المسلمين ولدينا دين يحثنا على النظافة ولكننا للأسف لا نتقيد بها ولا نهتم بها.

فرغم وجود هيئة للسياحة ورغم وجود بلديات في جميع المحافظات إلا أن النظافة في مدننا السياحية لا تتعدى 10% فقط للأسف الشديد. فهناك مثال آخر أختم به حديثي، فدولة مجاورة لا تمنح رخص محطات وقود على الطرق إلا بشرط ومعايير معينة ومن سافر إلى هناك لاحظ الفرق، فيجب توفر دورة مياه نظيفة جداً، وتوفر أحد المطاعم المشهورة، وتوفر باقي الخدمات كاملة، ووضع الأسعار على جميع المواد الغذائية بختم من وزارة التجارة، وكل ذلك في مجمعات على الطرق لا تتعدى المسافة بينها 30 كم، فمتى نصل إلى توفر خدمات ونظافة مرفقات؟

ولن أتحدث عن نظافة المتنزهات سواء في عروس المصائف أو في مدن جنوب المملكة عموماً، فالعلب البلاستيكية والأكياس تغطي على الأشجار!! والطرق المؤدية للمتنزهات في حال يرثى لها!! وكلنا أمل أن يصلح حال محطات الوقود المؤدية لمدننا السياحية وأن تتطور مدننا السياحية وأن تتوفر بها جميع الخدمات الضرورية.

خالد سليمان العطالله - الزلفي



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد