المسنون هم صوت الحكمة وبدونهم تفقد المجتمعات ذاكرتها .. لقد كانوا أمثلة رائعة فيما بذلوه من جهد وعطاء.
واستمرار بعض كبار السن في العطاء جعلهم نبعاً لا يتوقف، فهم لم يقبلوا لقب مسن وأصروا على المواصلة كأشخاص فاعلين في مجتمعهم يعملون وينتجون تأكيداً لاستمراريتهم وكيانهم، مبرهنين على أن الشيخوخة الحقيقية هي شيخوخة الروح والعقل وأن الإنسان ما دام قادراً على العطاء يجب ألا يوقفه رقم موجود في خانة العمر.
وفي سوق تمور بريدة الدولي نجد هؤلاء الكبار بعقولهم يمارسون العمل بيعاً وشراء ودلالةً .. لأنه يعطي الإنسان الإحساس بأهميته، وانه ليس عالة أو كائناً مهملاً بل على العكس يكون موضع تقدير من الآخرين بل ويقصده الناس لقضاء حوائجهم. لأن العمل والنجاح يعطي لصاحبه قيمة بغض النظر عن سنه وهذا الشعور بالقيمة يحتاجه كل انسان خاصة كبار السن لأن الإنسان كلما كبر ازدادت حاجته للاحترام والتقدير والاستمرار بالعمل والعطاء يدفع الآخرين إلى ذلك لذا يجب ألا يتوقف الإنسان عن السعي في الأرض كلما أمكنه ذلك وأعطاه الله المقدرة. فمثل هذه الفئة تستحق التقدير والاحترام، ولا نملك لهم إلا التضرع بالدعاء بأن يمنحهم الله العون والقوة والصحة والعافية.