Al Jazirah NewsPaper Sunday  07/09/2008 G Issue 13128
الأحد 07 رمضان 1429   العدد  13128

غالية البقمية .. النموذج النسائي البدوي الخالد
حنان بنت عبدالعزيز آل سيف

 

هي امرأة كتبت تاريخ الحركة النسوية الجهادية بدم القلب والسيف عبر نضال طويل وشاق ومفن، لهذا ما تزال وستزال صورتها محفورة في ذاكرة الجهاد النسوي على امتداد الحقب وتطاول السنين.

هذه المرأة حملت أروع وأبدع الرسالات الإنسانية فكانت ينبوعاً يتفجر قوة واخلاصاً وصلابة وإرادة، سارت في محراب الجهاد لتعمل لدينها، ولتوفر لقومها الحرية والقوة والإباء.

هي ناسكة عرفت ربها، واعتزت بعقيدتها فوظفت قوتها لصالح العقيدة السلفية القويمة والخالية من البدع والشوائب والأوهام والخرافات والخزعبلات.

إنها منبر جهاد، ومحراب نضال، ومنار بسالة وقوة وعزيمة.

هي امرأة عربية بسيطة بدوية لكنها أبيّة استطاعت أن تحرك همم الرجال، وعزائم الأبطال فأعلنت حالة استنفار عنيدة، ومقاومة من نوعها فريدة، إذ كانت الجزيرة العربية قد أذعنت وانقادت واستسلمت لواقعها الراهن الخطير، من امتداد نفوذ الدولة العثمانية وهمينتها وسطوتها على دول المنطقة آنذاك، استطاعت هذه المرأة الفذة الأسطورة أن تقضي على جيش كامل العدة، مكتمل العتاد، حتى قال عنها أعداؤها إنها ساحرة ودجالة ومشعوذة.

لقد قامت هذه المرأة بمقاومة سعودية فذة مسلمة، عجز عنها أقوى الرجال، وتغافل عنها أشجع الشجعان، فدافعت عن عقيدة المسلمين وقبلتهم ومحط قلوبهم ومشاعرهم - مكة المكرمة - شرفها الله - وكان ذلك في بداية القرن الثامن عشر ضد الاحتلال الأجنبي الغاشم، فأعطيت بذلك لقب (الأميرة)، والأمير في عرف الأقدمين هو لقب رئيس الجيوش فلله درها.

هل قالت هذه الباسلة المناضلة بما قال بها بنو جلدتها وكل من في محيطها العسكري والسياسي المضطرب، بالإذعان للأمر الواقع، والتعامل مع الحالة الراهنة بروية وأناة؟.

لا أجد شبيهاً في التاريخ الحاضر لهذه المرأة الخارقة إلا بالمناضلة الفرنسية (جان دارك) ابنة السبعة عشر عاماً والتي على يدها تحررت فرنسا من الاستعمار الانكليزي وكانت ثمرة مقاومتها العزيزة الدولة الفرنسية الحديثة بعدتها وعتادها، وحدها وحديدها، وقضها وقضيضها.

والفارق بين هاتين المرأتين الخالدتين هو أن (جان دارك) كانت موضع الاهتمام التاريخي، والتتبع العلمي، من جميع ومختلف النواحي التاريخية والأدبية والفنية حتى أن ما كتب عنها يبلغ عشرات الآلاف من الكتب والمؤلفات بالإضافة إلى القصائد الشعرية، والمسرحيات الأدبية، والمتاحف الفنية وانتهاءً بأسماء الشوارع والأزقة والأحياء.

أما المرأة التي نحن بصددها الآن فقد طواها النسيان، وغفل عنها الزمان، رغم دورها التاريخي السياسي الخالد، اللهم إلا اطلاق اسمها على شارع من شوارع مدينة الدرعية وكفى.

هذه المرأة هي الأميرة غالية بنت عبدالرحمن بن سلطان الغرابيط الرماثين البداري البقمي طيب الله اثرها وثراها، وجعل الفردوس الأعلى مكانها ومثواها، ثم هي زوجة حمد بن عبدالله بن محي منصوب الدولة السعودية الأولى على تربة، انجبت من حمد بن محي ولداً اسمه (هندي) لكن الأجل المحتوم وافاه قبل بلوغه سن الرشد، كما أنجبت ابنة أسمتها (زملة) من مواليد عام 1214هـ.

ثم تزوجت بعد حمد بن محي (بخيت بن جنيح) أمير الهملة من المودكة عام 1229هـ هذه المرأة المناضلة الباسلة قال عنها: (محمد علي باشا) عندما مرَّ بتربة في طريق رنية وبيشة وأبها: (أمست دار غالية خالية).

وطيب الله ثرى أبي الطيب المتنبي وغفر له، حينما قال فيها وفي أمثالها من النساء الخوالد:

ولو كان النساء كمن فقدنا

لفضلت النساء على الرجال

وما التأنيث لاسم الشمس عيب

ولا التذكير فخر للهلال

وخيب الله قول ذلك الشاعر المتقاول حينما رفع عقيرته مترنماً بهزيل القول وسخيفه:

كُتب القتل والقتال علينا

وعلى الغانيات جر الذيول

وصفها فحل من فحول الأدب، وكبير من كبراء الأرب، وهو المؤرخ الجليل: (عبدالله بن محمد بن خميس) في قول ماتع رائع فحواه: (حينما تقرأ عن العربيات يمتطين صهوات الجياد، ويمتشقن السيوف ويخضن غمرات الحروب ويحمين الديار ويقاتلن مخافة المعاد. وحينما تقرأ عن الصحابيات الفضليات يجاهدن ويجلن ويحملن الماء ويداوين الجرحى، ويشاركن في إعلاء كلمة الله، والذب عن حمى دينه، وحوزة عقد ساقه، وحينما تكون العقيدة مهمازاً، والإيمان سلاماً، والجهاد في سبيل الله مطلباً، لا تقف الأنوثة حاجزاً دون مواقف الشرف، ولا تعترض (نون النسوة) حجاباً دون الصرامة والجد والمجد، فهن شقائق الرجال، ومربيات الأبطال، وملهمات الفداء، كل ذلك لا ينبغي أن نعتبره من خوارق العادات، ولا من فلتات الزمن، ولا من مبالغات التاريخ، إنما هو في العربيات خلق وأصالة، وفي المسلمات منهج وعقيدة، وما شال ميزاننا حينما كنا نتنفس برئتين، وتتعاضد يدانا، وتحمل المرأة في مجتمعنا نصيبها الأوفى، وقسطها في بناء مجتمعها، وطلب رزقها، وتربية أولادها وتنظيم بيتها، تعطي المشورة، وتشارك في الرأي، وتحكم التدبير، وإذا جد الجد شاركت في حمل السلاح، ومداواة الجراح، وحمل الأعباء.. ولكن حينما أصبح نساؤنا لعباً، واتخذناهن دمى، وجعلنا أنوثتهن مذمة، وكرمنا المجالس عند ذكرهن، وقتلنا فيهن خلقاً ورثنه، وأصالة طبعن عليها، وأبعدناهن عن مقومات الدنيا والدين حينئذ أصبحنا نتنفس برئة واحدة، ونعمل بيد شلاء، وعطلنا نصف مجتمعنا من واجباته، وفرغناه من فضلياته، قتلنا في نسائنا مثل هذه المثل والقيم، وباعدن بينهن وبين أخلاق ورثنها، وأصالة طبعن عليها.. نعم على العربيات المسلمات التباري في الموضات، والتنافس في المستوردات، وتعطيل أدوارهن في الحياة، وعلى فتيات إسرائيل حمل الرشاش، وامتطاء القاذفة واقتحام الخندق.

(إنها لقسمة ضيزي، وخطة جائرة، وما بنا أن نغير ما بنا حتى نغير ما بأنفسنا، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلا ما اصلح أولها).

وبعد هذه الكلمات الجميلات والعبارات الرائقات في الحث على تربية المرأة وتدويبها والرفع من مستوى فكرها وقف ليقول لنا عن اميرتنا الوهابية الغالية العالية: (وقفت قليلاً أمام تاريخ (الاميرة غالية الوهابية) كما يسمونها لأجد سيدة في النصف الأول من القرن الثالث عشر من قبيلة (البقوم) الأزدية القحطانية صاحبة جبل (حطين) وما حوله من بلدانهم (تربة) الواقعة بين عالية نجد وبين الطائف، لهم مواقف سباقة، وجهاد مأثور مشكور تشبعوا بعقيدة السلف، وتأثروا إلى حد كبير بدعوة الصلح (محمد بن عبدالوهاب) فبذلوا المهج، وتفانوا في سبيل العقيدة، وأبلوا بلاء حسناً في حروب من ناصب السلفيين العداء من الأتراك وحملات (محمد علي) وغيرهم، وكانت غالية من هذه القبيلة في المكان المرموق، سيدة جريئة سخية فضلى، فنعتت بالأميرة لأنها بين قومها محبوبة أثيرة).

وهذه الأثرة التي نعتها بها الأديب ابن خميس - حفظه الله - لها سبب هام وهو أنها كانت في قمة الغنى والثراء وكان قصرها المعروف باسم (قصر غالية) والذي ما زال طلله متسامياً متطاولاً قبل سنين عدة وأسمته (حزم منيف) مقصد خواص الناس وعوامهم، بل كان قلب وبؤرة القاعدة السلفية السياسية العسكرية، حيث يجتمع فيه زعماء الدولة السلفية ويناقشون مهامهم الحربية وكانت في مقدمة الصفوف لحكمتها وحنكتها ورويتها وتعقلها، وحينما هاجم الأعداء الحاقدون الأتراك محملة الدولة العثمانية مدينة (تربة) وحاصروها ليصلوا من خلالها إلى هدفهم ومسقط وبؤرة تفكيرهم وهو حاضرة نجد أظهرت الأميرة غالية - رحمها الله - شجاعة فائقة، وبسالة نادرة، حيث قامت بتفريق أموالها، على رجال العشائر والقبائل الراغبين في كبح جماح هذا الغاشم، واستئصال شأفته، وزودتهم بالأسلحة ومقتنيات الحرب، فتم لها ما أرادت، وتحققت المنى، وتسامت الطموحات، فحافظت على مكمن عزهم، وموطن عزيمتهم، وطردوا هذا الغازي المتكبر المتطاول، وكان تاريخ هذه المعركة في شهر ذي الحجة من عام (1228هـ - 1813م).

ولما رأى محمد علي باشا هزيمة ابنه طوسون، وفشل قواد جيشه من أمثال: مصطفى بك، وتوماث كث الاسكتلندي قرر تجهيز جيش عرمرم آخر، وقيادته بنفسه، وكان هذا الجيش على مستوى عالٍ من العدة والعتاد، والقوت والزاد، فما كان منها إلا أن أرسلت رسالة سريعة إلى الإمام (عبدالله بن سعود) حاكم الدرعية آنذاك، تقول فيها: إن محمد علي باشا والي الدولة العثمانية على مصر، قد جهز جيشاً كبيراً لا طاقة لنا به، وهو في طريقه إلينا على رأس مئة ألف مقاتل، فكانت ردة فعل الأمير عبدالله بن سعود - رحمة الله عليه - ارسال شقيقه فيصل بن سعود الكبير على رأس جيش محارب ضئيل لا طاقة له بعدده، وكما قال في المثل الشرود السائر: الكثرة تغلب الشجاعة، ويتكون هذا الجيش من عشرين ألف مقاتل من أهل تربة الفوارس الشجعان، ومن عشرين ألف مقاتل من أهل الجنوب وتهامة البواسل الفرسان، وحدثت المعركة، وتمت الهزيمة في معركة (بسل) المشهورة وكان ذلك في عام (1230هـ).

ولاذت أميرتا الغالية - بعد الله - بإحدى القبائل البدوية الأصيلة لحمايتها والذب عنها، وكم وكم أعطاها عدوها العثماني المواثيق الشداد على تسليم نفسها، لتسلم بذاتها، ولحدسها وفراستها كانت تعلم بسابق غدر عدوها، ونكوث عهده، واختلف المختلفون من المؤرخين في مصيرها وما آل إليها أمرها.

منهم من قال إنها ذهبت إلى الدرعية وأقامت بها، وسارت قافلتها على ثمانية وعشرين جملاً محملين بالزاد والذهب والفضة.

ومنهم من قال إنها عادت إلى مسقط رأسها تربة وأقامت في قصرها الواقع على طريق تربة الطائف، وما زال خبر مصيرها في ذمة التاريخ.

ويُعد نضالها راية خفاقة مرفرفة عالية، يقول فيها الشاعر المفوه فهد عافت شعراً عامياً طليقاً، نقتطف منه ما يلي:

أول المشهد خيول

أول المشهد مراة

متوشحة بالكبرياء تهتف

هلا يا طاعة الله والرسول

ويتكحل سيفها المسلول

بالأحمر تغطيه في صدورها زينها

وغالية وإن عدو الفريس عدو

فوق ميه

فعلها ما له مثيل وزينها

زين بقمية

تلتفت للشمس

تسحب من ذيول الثالث من أيام

هذا الحرب ما يرخي

سدول

ظلة يتنفس أهل الدين

من جموع السعوديين منها

ما يخلى غطرسة طوسون باشا

تقترح من عنجهية جيشها الغازي

حلول

واختلط تالي القتام

لأول خيوط الظلام

وغالية في غمرة التفكير

راحت وارتخى عنها اللثام

جيش وجانا به سباحة

طوسون فرح بطوفانه

وحنا على الموت فطاعة

نقصده وتشيب قيفانه

في بيرق تركز رماحة

بنتاً هي الموت واكفافة

في كل الأحوال ذباحة

بالسيف ولا من أخبانه

وتظهر غالية

والكون يعلن مغربة

فوق تربة

راية العز بأيدينا

غالية والحق رافع رايته

كبرتي غالية

شوفي السعودية

كبيرة مثلها أنتي كبرتي

مثلها أنتي كبرتي

انتفينا انتفى كل السعوديات

صفحة تيبس بتاريخ

الجبرتي

ويعد أهم نص تاريخي تحدث عن قائدة الجيوش غالية البقمية - عليها من الله شآبيب الرحمة والعفو والغفران - هو النص الذي كتبه المستشرق السويسري الرحالة - جوهاف لودنج بر كهارت - أشار فيه إلى الحقائق التاريخية التي ذكرت سابقا ولنذكر مثالاً قصيراً عن تقريره وذلك حينما يقول عن هزيمة ورذيلة طوسون بن محمد علي باشا: (أمر جنوده بمهاجمة البلدة فوراً ولكن العرب دافعوا عن أسوارها ببسالة تجشعهم جهود غالية).

ومن جميع قوله، وحسن ذوقه، وصفه لأميرتنا العصامية ذات السيادة بمتنبي ذلك العصر العباسي السالف، وإن كان المتنبي مالئ الدنيا وشاغل الناس وصادق كل الصدق في قوله:

أنا الذي نظر الأعمى إلى شعري

وأسمعت كلماتي من به صمم

وهو صادق في قوله عن تأمل الناس وتذوقهم له، وتقليب أنظارهم في أشعاره:

أنام ملء جفوني عن شواردها

ويسهر الخلق جراها ويختصم

فالمستشرق بوركهات صادق كل الصدق، محق في جعل الأميرة غالية البقمية متنبي العصر السعودي الحاضر، لقد ملأت غالية الدنيا بحسن ذكراها (والذكر للإنسان عمر ثانٍ) وشغلت الدولة العثمانية وقوادها وجنودها بجيش لا يتجاوز الأربعين ألف مقاتل وأذاقتهم علقم الهزيمة، ودقت بينهم عطر منشم، فمن هنا نظر العميان والهيمان من أمثال محمد علي باشا وغيره من عملاء وقواد وشركاء الأدلة العثمانية إليها على أنها قوة مالها نظير، قوة نالت اعجاب التاريخ فوقف لها احتراماً وصفق لها إجلالا واعظاماً، ولعلي لا أعدو الحقيقة حينما اقول انها أثبتت بجدارة فائقة لقب (الرجل الضعيف) على الدولة العثمانية المترامية الأطراف.

لاسيما حينما حاربت الخوف والضعف والمذلة والاهانة، فصارعت الرجال وصرعتهم، وعركت الأبطال فعركتهم، نثرت بين الأجيال قدوة وأسوة ومثالا تالداً خالداً.

سنوات وسنوات سكبتها في محراب الجهاد، كانت دائمة الحضور ما غابت عن أحداث بلادها، ولا أهملت طموحات قومها، بل وصل عطاؤها كل بيت، وأيقظت شجاعتها كل همة، عطفت وأعطت وأغدقت، وبددت ضباب الخوف، ومزقت أشرعة الرعب فصارت حياتها قصة طويلة عريضة حافلة بالنضال والخير والإنسانية، وبكل ما أوصف وأغرب وأعجب.

لقد سارت قافلتها على الشوك، واخترقت عباب الموج، وكان سلاحها: - الإيمان بعقيدة ووطن وشعب.

تقدمت الصفوف وقادت المسيرة، وما انحرفت عن الحق قيد أنملة، ذكرها الأستاذ عمر رضا كحالة في الكتاب الحافل (أعلام النساء في عالمي العرب والإسلام): (سيدة من البقوم من بادية ما بين الحجاز ونجد، واشتهرت بالشجاعة ونعتت بالأميرة، كانت أرملة رجل من أغنياء البقوم من سكان تربة على مقربة من الطائف من جهة نجد، وكان أهل تربة أسبق أهل الحجاز إلى موالاة نجد واتبعوا مذهب الحنابلة ولأهل تربة مواقف معروفة فيما كان بين النجديين والترك والهاشميين).

قال محمود فهمي المهندس في كتابة البحر الزاخر، واصفاً بطولة امرأة في حرب الوهابيين سنة 1812م ما خلاصته: لم يحصل من قبائل العرب القاطنين بقرب مكة مقاومة أشد مما أجراه عرب البقوم في تربة، وكان قد لجأ إليها معظم عساكر الشريف غالب، وقائد العربان في ذلك الوقت امرأة أرملة، اسمها غالية كان زوجها من أشهر رجال هذه الجهة وكانت هي في غاية من الغنى، ففرقت جميع أموالها على فقراء العشائر الذين يرغبون في محاربة الترك، وقال الجبرتي في حوادث صفر 1222هـ وفي ثانية وصل مصطفى بك أمير ركب الحجاج إلى مصر وسبب حضوره أنه ذهب بعساكره وعساكر الشريف من الطائف إلى ناحية تربة والمتأمر عليها امرأة فحاربتهم وانهزم منها شر هزيمة، فخنق عليه الباشا وأمره بالذهاب إلى مصر مع المحمل، وقال أيضاً في حوادث جمادى الأولى سنة 1229هـ، وفي رابعة وصلت هجانة من ناحية الحجاز، وأخبر المخبرون أن طوسون باشا وعابدين بك ركبا بعشائرهما على ناحية تربة التي بها المرأة التي يقال لها غالية، فوقعت بينهما حروب ثمانية أيام، ثم رجعوا منهزمين ولم يظفروا بطائل).

كما أشار إليها المؤرخ النجدي عثمان بن بشر فقال في كتاب (عنوان المجد في تاريخ نجد) ما نصه: (أقبل طوسون ومن معه من العساكر والجموع، ونازلوا أهل بلدة تربة وحاصروها نحو أربعة أيام، ونصبوا على قصورها المدافع والقنابر، ورحوها رمياً كثيراً فلم يؤثر فيها شيئاً، وأنزل الله الرعب فيه وفي عساكره، ورحل عنها بعدما قتل من قومه قتلى كثيرة).

رحم الله غالية، فهي لم تكرم نساء بلدها فقط، بل لتملأ مجلدات ومجلدات في تاريخ المرأة السعودية المعاصرة، إن هذه الترجمة على قصرها تسطر سيرة صفوة الصفوة من نساء المرأة السعودية الخالد.

عنوان المراسلة:

ص.ب / 54753 - الرياض 11524


 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد