إذا كنت ممن يحترم نفسه ومن ثم قارئه ويكتب بأمانة تحتمها الأخلاق والصدق مع النفس والآخر فمن العيب وعدم الانصاف والتطفيف والبعد عن الحيادية واتباع الهوى ان اتغاضى عن هفوة فلان لأنني أحبه وفلان لأنه يمتلك قلماً لاذعاً وفلان لارتباطه بعلاقة وثيقة بمن أحسب لغضبه حساباً وفلان لأنه صاحب سلطة وفلان لأنه يعمل بجهة احتاجها أو قد احتاجها وفلان لأن له قاعدة جماهيرية عريضة ليس من مصلحتي ان أجازف باعجابها بما أقدم. |
ولأن هناك من هم على نفس الشاكلة لا جعلني الله منهم فانتهازيتهم جلية لا تحتاج إلى توضيح أو دلالة فهم المنافقون والوصوليون تجدهم دائماً حيث فتات المصالح ومن هنا فلا فرق لديهم حين يمتدحون ان كان من يثنون عليه يستحق الثناء أو لا يستحق فهم لا ينظرون إلى النتاج ان كان مميزاً أو ركيكاً لذا فمن السهل على أي قارئ اكتشافهم فاقلامهم عارية من الصحة مجردة من الستر بعيدة عن الحق. |
ولأن النقد صدق التجرد من الأهواء والاطماع والضغائن وحب الذات وكره المجد الذي لا يكون الا على حساب اسقاط الغير وذكر السلبي والايجابي في النص المراد تسليط الضوء عليه والاشادة بمن يستحقها وحجبها عمن لا يستحق ولو مجرد الالتفات العابر له أو لنصه لذا فالناقد الحقيقي الذي يبني آراءه على العلم بأصول النقد ومدارسه نادر كندرة النصوص غير المقلدة والمكررة في هذه الأيام. |
|
إذا شئت أن تحيا سليماً من الأذى |
ودينك موفور وعرضك صيّن |
لسانك لا تذكر به عورة امرئ |
فكلك عورات وللناس ألسن |
وعينك إن أبدت إليك معايباً |
فدعها وقل: يا عين للناس أعين |
وعاشر بمعروف وسامح من اعتدى |
وفارق ولكن بالتي هي أحسن |
|