Al Jazirah NewsPaper Monday  15/09/2008 G Issue 13136
الأثنين 15 رمضان 1429   العدد  13136
تعقيباً على د. الأسعد
لماذا لم تواجه درويش حيَّاً؟

بعد أن ذهبت السكرة جاءت الفكرة (بتاريخ السبت 6-9- 1429هـ) موضوع نشرته الجزيرة وفي هذا المقال - المطول- خرج د. الأسعد عن صمته وقام فعلاً بتشريح سلوك وشعر محمود درويش بكل قسوة، بل وصل الأمر - فيما أرى- إلى حد التنكيل والتشفي والتعرية وتصفية الحسابات. فالشيخ الدكتور لم نعهد فيه هذا الأسلوب وهذه الحدة- من خلال مقالاته القيمة حول الأخطاء الدارجة والصوابات المهملة أو مؤلفاته العلمية الرائعة في المجال النحوي.

وأقول للأستاذ الدكتور (الأسعد):

(رأى المعجبون بمحمود درويش وبشعره أنه بشخصه وآثاره ملأ الدنيا وشَغَل الناس، وأن فلسطين تَيَتَّمتْ مرتين مرة بفقد أبي عمار والأخرى بفقد محمود درويش. هذا رأيهم، وللناس فيما يعشقون مذاهب، ومن قبلهم قيل لأحدهم: فأنت الآمر الناهي، وقيل في غيره: أهو في النهاية ككل الناس فانٍ؟

أعتقد أنه ما كان يجب إلا:

1 - الطعن في أشعاره التي تراها مدفوعة الثمن دون التعدي على شخصه وقد أفضى إلى ما قدم، أو التي تراها أقرب إلى الخنثى!

2 - إنفاذ قوله صلى الله عليه وسلم فيه: (اذكروا محاسن موتاكم)، فوالله لكأني أراك قد عمدت إلى مساوئه ومثالبه، ولعل من نافلة القول: لماذا - مادام موقفه قام على النفاق- لم تقف في وجهه- إبان حياته- لتشهر في وجهه كلمة الحق وتقارعه الحجة بالحجة، مثلما فعل الفرزدق وجرير مثلاً؟

قد تقول بأن موقف المعجبين به هو ما دعاك لهذا، لكن والأمر كذلك:

- ألم تنشأ عضويته في حزب راكاح قبل موته؟ فلِمَ لم تهاجمه وقتذاك؟

- ألم تقل (ليلى شهيد) ما قالته عنه منذ زمن فلِمَ سكت عنها؟

- ألم يكن النقد البناء أفضل من النقد الهدام انطلاقاً من قوله تعالى: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)، هذا في حالة الدفع والدفاع؟

وأخيراً.. وأنت أستاذ أساتذة، يبدو أن ثورة غاضبة قد نشرت سدولها حول شخصك الكريم فلم يَخْل المقال- أو المقام- من عدة ملاحظات:

1 - ماذا كان أبو عمار يُعلّق على جنبه؟

2 - هل يجوز ذكر صفة (المرحوم) دون مشيئة الله خصوصاً في حالتنا هذه؟

3 - أم كلثوم لم تُغَنِّ للشعر بل غنّت للحب والكلمات ليس لها بل من غنائها.

4 - ليس كل الشعر مُقَفىًّ -كما تعلم- وموزوناً، وخاصة في الأشعار الحديثة فلِمَ- يا شيخنا الوقور - تتساءل أين قافية شعر محمود درويش؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حمدين الشحات محمد



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد