Al Jazirah NewsPaper Monday  15/09/2008 G Issue 13136
الأثنين 15 رمضان 1429   العدد  13136
رداً على عبدالله بن بخيت
أيُعاب المرء بما يفخر به وتُذمّ البلاد بمحاسنها؟

قرأت مقال الكاتب عبدالله بن بخيت في الجزيرة يوم 1 رمضان 1429هـ العدد 13122 ولم أفهم منه إلا أنه يخبرنا بأنه سيصوم رمضان هذا العام في كندا. ولكن المؤسف والغريب جداً أنه وضع قاعدة وخالفها في المقال نفسه!! فهو يقول (المجاهرة بالإفطار كالمجاهرة بالصيام) ومع بطلان هذه القاعدة قد خالفها حينما (جاهر) بأنه سيصوم في كندا، ولو طبق القاعدة لكان الواجب عليه ألا يخبرنا بأنه سيصوم في كندا!!.

وهذا أمر يخصه ولكن الذي يهمنا ويحزننا أن يعيب بلادنا بما هو مصدر فخر لها ويسخر من مظاهر رمضان في المملكة العربية السعودية ومنها:

1 - قال العلماء من الصحابة والتابعين رضوان الله عليهم (لا يكن يوم صومك ويوم فطرك سواء) وابن بخيت يقول إنه سيمارس حياته العادية بكل ما فيها دون أن يحس أحد بأنه صائم ويكون الصيام في نظره هو الامتناع عن الأكل والشرب فقط!!

2 - حرص الناس على الصلاة في المساجد مع الجماعة في بلادنا.. ويعلل ذلك بمن (يسد الطريق) كما يقول، واغلاق أو سد الطريق خطأ، ولكن علاجه لا يكون بهذه الطريقة!!

3 - ذكر استخدام السواك بطريقة لم نجد لها مكاناً في الواقع (وضع (مسواك) في الفم طوال اليوم) ليعلم القاصي والداني بأنه صائم.. وهذا ما لم يوجد لا عرفاً ولا شرعاً!!.

4 - الجهات الرسمية التي تطلب من غير المسلمين احترام مشاعر المسلمين بعدم المجاهرة بالأكل والشرب أمام الناس في نهار رمضان.. وهذا مصدر فخر لبلادنا حيث هي البلاد الوحيدة التي تطبق ذلك.. فغير المسلم والمسلم المسافر يأكلون ويشربون في نهار رمضان ولكن ليس أمام الصائمين وفي الأماكن العامة.. ومن واجب الدولة أن تنكر على المسلم غير المعذور أن يفطر في رمضان ويعاقب شرعاً.

ويختلف الأمر في بلد أكثر سكانها غير مسلمين مثل كندا، فلن تغلق المطاعم في نهار رمضان ولن يراعي الكنديون (مثل غيرهم من بلاد الدنيا) مشاعر الصائمين، بل ستكون حياتهم في رمضان كغيره.

5 - ويفيد الكاتب أن طفلته ستكون أسعدهم في رمضان هذا العام، ولا أدري هل تلك السعادة ستفوق سعادة من يصوم ويقوم؟ ليس هذا هو المهم ولكن التعليل هو التخلص من (المايكروفونات) في صلاة الليل.. وهي كما نعرف جميعاً في عشرين ليلة لا تزيد عن خمس وأربعين دقيقة وتزيد في العشر الأواخر ساعة أو ساعتين فقط!!

6 - وأخيراً ينتقد من يقول ان الصيام علاج لبعض الأمراض وقد أثبت ذلك أطباء مسلمون وغير مسلمين قبل أن يقوله الدعاة والخطباء والوعاظ.

7 - أما ملحوظتي الأخيرة فهي لغوية، فمع شهرة الكاتب وكونه كاتباً ثابتاً للجريدة ويكتب بالفصحى وليس في (مدارات شعبية) فإنه قد وقع في أخطاء كثيرة أهمها: استعمال كلمات غير عربية مثل (المايكروفونات) وعامية مثل (يسفط) (أتلطم) (مسواك)، وأخطاء أسلوبية مثل (لا يسرني كمسلم) فالكاف في اللغة للتشبيه!!.

ومن الموافقات العجيبة أنه قد نشر في الجزيرة العدد نفسه في (عزيزتي الجزيرة) مقالا بعنوان (اخرج من خندق السخرية يا عبدالله) وهو تعقيب على مقال سابق لابن بخيت عن الأخلاق الحميدة وتعريفها والذي أتمناه أن يقرأ كاتبنا ذلك التعقيب وهذا وغيرها ويكون له اسوة في عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي يقول: (رحم الله من أهدى إلي عيوبي).

عبدالعزيز بن صالح العسكر



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد