اشتهرت منطقة القصيم بالزراعة على نطاق واسع وسوقها للمحاصيل الزراعية لم يعد محلياً ولا إقليمياً بل يتجه نحو العالمية وفي مقدمة هذه المحاصيل التمور والقمح وباقي المنتجات. وعندما يسعى المسئولون بالمنطقة وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز إلى وضع آلية تسويقية لهذا المنتج الوطني والحفاظ عليها من التكدس بالأسواق والمزارع وقد يتلف نسبة كبيرة منها، كان لا بد من قيام جهة تنظيمية تفعل تسويق التمور وكانت أمانة منطقة القصيم وبلدياتها بالتعاون مع الرعاة والمسوقين والجمعيات ذات العلاقة، وبرزت هذه المهرجانات الناجحة وأصبح لها أثر وصدى وتفعيل إعلامي مرئي ومقروء وامتداداً لهذه النجاحات وخلق فرص عمل بهذه الأسواق وهي مشجعة ومربحة للشباب، بل للصغار فهناك من ليس لديه عمل وجد في سوق التمور ضالته وهناك رؤية ودعوة لرجال الأعمال بتعميم التجربة ودخول عالم الأسرة (الأسر المنتجة) وتوظيفهم بهذه المهرجانات وإحلالهم محل العمالة ابتداء بالمزرعة ونقل التمور أما بالنسبة للأسر المنتجة فهناك مجالات، تنظيف التمر من الشوائب - التعبئة - الكنز - الضميد واستغلال أجزاء النخلة في صناعات محلية، فهي جزء من تراثنا سواء جذعها وخصوها وليفها وعسفها ولا يمكن أن يقوم بذلك إلا شركة تحمل هماً وطنياً غير ربحية. وتجربة مؤسسة محمد الخضير الخيرية من خلال المجمع النسائي وضمن فروعه (مصنع التمور والحلويات) ودعم الأسر المنتجة وحقق أهداف طيبة في هذا المجال وهي تجربة نأمل من رجال الأعمال تكرارها في المحافظات والمساهمة في خدمة الشباب ودعم الحركة اليدوية الخاصة بالنخلة وتوسيع دائرة دعم الأسر المنتجة.

كلمة أخيرة حول استغلال هذه المهرجانات في الأعوام القادمة بمناشط ومسابقات تراثية وشعبية خاصة بالنخلة حيث تنظم للشباب سباقاً في طلوع النخل الطويل (بالكر) ومسابقة (أسرع) وأجمل عملية خرف (قطف) النخل ومسابقات للفلاح أفضل مزرعة وافضل انتاج ومسابقة أكبر (قنى) بالإضافة إلى التوعية والتثقيف عن النخيل وانواعها ووقت وطرق غرسها وفوائد التمر الصحية.. هذه جملة أفكار نأمل من اللجان العاملة دراستها وتفعيلها في الأعوام القادمة. سدد الله الخطى.. وفق الله الجميع لكل خير وكل عام وأنتم بخير.