سبحان الله كأني بالأيام قد فقدت بركتها بالأمس كان رمضان.. وها هو اليوم يطل من جديد علينا ببركته وأيامه الهادئة، ولياليه الزاهية.. أقبل رمضان لتكون دورة جديدة في حياة الإنسان تبدأ من هنا من الروحانية بعد أن أقضت الماديات مضاجعنا وأخذتنا الحياة يمنة ويسرى.. أقبل رمضان ليذكر الغافلين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً أن عملهم إلى بوار وأن الباقيات الصالحات خير وابقى.. أقبل رمضان ليقف كل منا وقفة شجاعة وبنظرة فاحصة إلى الخلف ويمحص وينقد نقداً ذاتياً حتى يستفيد مما مضى لما هو آت.. أقبل رمضان لتصفد الشياطين لتكون فسحة لمن كبلهم طوال العام حتى يلتفوا إلى ما ينفع أنفسهم وينفع الناس.. أقبل رمضان ليقف الكاتب عندما ما كتبه، والشاعر على أبيات شعره والناقد عند نقده ليحاسب كل منهم نفسه على ما خطت يمينه أو قال لسانه.. أقبل رمضان لمراجعة النفس وإخضاعها للحق وإبعادها عن الإغواء.. أقبل رمضان والكل يعمل والكل سيجزى بما عمل وشتان بين من يعمل طوال السنة لإلهاء الناس عن عبادتهم ودينهم وبين يعمل طوال السنة لتقديم خدمة للمجتمع ككل في هذا الشهر الفضيل.. أقبل رمضان وحل رمضان وسيرحل رمضان كما رحلت شهور قبله.. والباقي عمل الإنسان إن خيراً فخير وإن شراً فشر.. جعلنا الله من المغفور لهم والمرحومين ومن عتقاء هذا الشهر.. فمرحباً برمضان.
****
لإبداء الرأي حول هذا المقال، أرسل رسالة قصيرة SMS تبدأ برقم الكاتب«761» ثم أرسلها إلى الكود 82244
mmm2711@hotmail.com