أهلاً ومرحباً بكم أخي المسلم مع إطلالة هذا الشهر الكريم والذي أهنئك بمقدمه تهنئة من أعماق فؤادي.
أخي الحبيب: يقول عليه الصلاة والسلام: (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، متفق عليه، فعلينا أن نجاهد أنفسنا ونحتسب ما استطعنا على نفحات الباري تصلنا فتغفر صغائر ذنوبنا وتكفر سيئاتنا ونتوب إلى الباري بصدق من كبائر نعلمها ولا يطلع عليها غيرنا لنرجع كما ولدتنا أمهاتنا بثياب بيضاء نقية ناصعة، فنكون ممن يبارك الله في أعمالهم وأعمارهم.
في هذا الشهر الفضيل تصفو النفوس وتصفد مردة الجان وتتخلص القلوب من كثير من الران الذي غفلها شهوراً طويلة، فيأتي دور المربي ليغرس الفضائل في النفوس فتستشربها وتقبلها بسرعة فتقبل على الطاعة وتنثني عن المعصية وتتربى على الأخلاق وكم من شاب اهتدى في هذه الأيام المباركة بعد أن تأثر بكلمة مؤثرة خرجت من أعماق قلب صادق، إذن فلتجتهد فالقلوب مقبلة والأصداء مولية.
كثير من الناس بيتوا النية على أن يجعلوا من هذا الشهر موسماً للنوم والكسل والراحة ويعتذروا بالجوع والخمول وما علموا أن هذه الأعذار واهية جداً فالراحة كل الراحة في راحة المعدة من التخمة والمأكل والمشرب وبالتالي يصفو الدم وتتنفس المعدة من عناء سنة كاملة اثقلتها الهموم والمشكلات من جراء الأكل والنوم، وقد كان السلف يجتهدون بالعبادة.
بقدر ما نرى في رمضان انتشاراً للصور والنماذج السلبية من بعض القنوات التي لا تراعي حرمة الشهر وبقدر ما نرى من تجدد لصور المخالفات وتقصير في الفرائض لدى بعض المسلمين نرى في المقابل صوراً مشرفة كمشروعات تفطير الصائمين والإقبال على المساجد وصلاة القيام وزيارة البيت الحرام.
جاء في الحديث: (للصائم فرحتان، فرحة بفطره وفرحة بلقاء ربه) فما أجمل هذه الفرحة عندما تحصل للعبد لأنه أطاع الله وأدى حقه، كلنا ينشدها وكلنا يتمتع بها، فإذا اتى موعد الإفطار أنسى بمن حوله، وإذا اتى يوم القيامة فرح بصومه بين يدي خالقه، فاللهم افرحنا بطاعتك ولا تحزنا بمعصيتك.
تقبل الله منكم الصيام وأعانكم على القيام.
إمام جامع محمد بن عبدالوهاب - الجوف - دومة الجندل