تطل علينا هذه المناسبة المباركة مناسبة توحيد هذا البلد الطاهر الشامخ على يد القائد الفذ (الملك عبدالعزيز رحمه الله) كل عام ونحن بشغف للاحتفاء بها تجديداً لذكراها ولأخذ العبرة نتذكر كيف كنا وكيف كانت هذه الجزيرة قبائل متناحرة ومتقاتلة وكيف أصبحنا دولة عصرية شامخة، تبز دولاً كثيرة سبقتنا في الحضارة والتقدم. إبداع وتجل في كافة المجالات والمناشط (اقتصادية - ثقافية - تعليمية - أمنية - تنموية).
كيف كنا نتباشر بوجود من يقرأ مكتوباً أو يدون وصية أو اتفاقية واليوم لدينا آلاف المدارس والجامعات والمعاهد وأصحاب الشهادات العليا في كافة المجالات العلمية.
كيف كان حال من تتطلب ظروفه الانتقال من مكان إلى آخر وما يتلبسه من خوف وضياع في صحارى قاحلة أو خوف من قاطع طريق وكيف حاله الآن بعد هذه الشبكة المتطورة من وسائل المواصلات مطارات وطرق وأنفاق مزودة بكافة الخدمات.
كيف كان حال الأمن في الماضي وكيف هو الآن استتباب، أمن وأمان، ما كان له أن يتحقق لولا فضل الله وعزيمة الرجال وإيمان قيادتنا بأهمية الأمن في رخاء وازدهار وتطور الدولة، فالدولة الحديثة في حاجة إلى أجهزة أمنية مدعمة بالكوادر البشرية المؤهلة وبالتقنيات والآليات الحديثة التي تواجه كافة أوجه الانحراف وهو الأمر الذي تحقق لهذا البلد حتى أضحى مثالاً يحتذى ويشار إليه بالبنان من ذوي الاختصاص ومن الهيئات والمنظمات الدولية وبالذات الإنجازات المتتالية التي حققها رجال الأمن البواسل ضد الفئة الضالة.
نتذكر كيف كانت المعاناة والمشقة والجوع والعطش والخوف التي يتعرض لها الحاج فيما مضى وكيف تبدلت الأحوال والأوضاع وأصبحت المشقة والمعاناة عبادة لزوار بيت الله الحرام بفضل هذه المشاريع الجبارة في الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.
كيف كان (الحكيم المداوي) في زمنٍ مضى وكيف هي هذه الصروح الطبية الشامخة الآن تحتل مساحات من الرقي والازدهار وتقدم خدمات طبية متقدمة فمن مستشفيات حديثة إلى مراكز طبية تجرى فيها العمليات الجراحية المعقدة بواسطة الأقمار الصناعية وبأيدي شباب هذا الوطن.
هنا تبدو الصورة زاهية مزدانة بين ماض تليد وحاضر سعيد ينبض بالرقي والازدهار في كافة مناحي الحياة وهي ولاشك مكانة لا ينكرها إلا حاقد وحاسد. أسأل الله أن يديم علينا أمننا ورخاءنا وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم وأن يحفظ لنا قيادتنا الرشيدة بقيادة مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.. وكل عام والوطن في عز وشموخ وكل عام وأبناء وطننا بخير وأمن وسلام.
* مدير عام الدفاع المدني