Al Jazirah NewsPaper Wednesday  24/09/2008 G Issue 13145
الاربعاء 24 رمضان 1429   العدد  13145
اليوم الوطني للمملكة يوم للإنسانية
عبد الرحيم محمود جاموس

إن ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية تعد ذكرى عظيمة وعزيزة بكل تأكيد على قلب كل مواطن سعودي وعربي على حد سواء لما تحمله إليه هذه الذكرى العظيمة من معان عظيمة في الوحدة الراسخة التي جسدتها المملكة بين أبناء الشعب الواحد والأمة الواحدة على أساس من الحرية والمساواة بين أبناء الوطن الواحد من شمال المملكة إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقها مستمدة ذلك من شرع الله الحنيف القائم على التعاون والتسامح والمساواة في الحقوق والواجبات لجميع مواطنيها، هذه الوحدة التي وضع قواعدها الملك المؤسس المغفور له بإذن الله الملك عبد العزيز- طيب الله ثراه- وواصل المسيرة من بعده أبناؤه البررة وفي طليعتهم الملوك المغفور لهم سعود وفيصل وخالد وفهد- رحمهم الله جميعاً-، واليوم يحمل الراية والأمانة الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز فيواصلون مسيرة الوحدة والتوحيد والبناء والتقدم لهذا الكيان الشامخ الذي أصبح مفخرة للعرب والمسلمين ونموذجاً يحتذى في الأمن والوحدة والاستقرار والتنمية والنماء والرفاه والتقدم في مختلف المجالات والميادين التعليمية والصحية والصناعية والزراعية والتجارية، ولم تقف المملكة عند حدود سياستها الداخلية الرشيدة، ولكنها امتدت نحو المنطقة والإقليم والعالم أجمع من أجل بناء علاقات إقليمية ودولية أكثر توازناً وعدلاً تحفظ حقوق الشعوب وكرامة الإنسان أينما وجد، وتسعى من خلال ذلك إلى ضمان الأمن والسلم الدوليين، فاليوم الوطني للمملكة هو يوم للإنسانية ومحل تقدير المجتمع الدولي بأسره.

لقد جاء تأسيس المملكة وتوحيدها في وقت كانت ترزح فيه كثير من الشعوب العربية والإسلامية تحت الاستعمار سواء في شمال إفريقيا أو في بلاد الشام أو الخليج العربي ذلك ما ألقى على عاتق المملكة الفتية بقيادة الملك عبد العزيز مسؤوليات قومية وإسلامية وإقليمية كبيرة فكانت السند الوفي لجميع الشعوب العربية والإسلامية والداعم لحركات التحرر والاستقلال فيها وعملت على إنهاء الاستعمار ومنح الشعوب حقها في تقرير المصير وبناء دولها المستقلة، واضعة وزنها السياسي والمعنوي والاقتصادي لتحقيق هذا الهدف ومن خلال سياستها الثابتة والمتوازنة ودبلوماسيتها النشطة على كافة المستويات الإقليمية والدولية.

لقد تمكنت المملكة العربية السعودية في عقود قليلة من ترسيخ بناء الدولة الحديثة وتمتين أسس نموها وتطورها موظفة بذلك إمكاناتها البشرية والمادية في عملية متوازنة حقق فيها الوطن والمواطن أرقى مستويات التنمية بدءاً من تعميم التعليم بكل مستوياته وصولاً إلى بناء بنية تحتية اقتصادية متطورة تواكب حاجات المملكة وشعبها في مختلف المجالات الصناعية والتجارية والزراعية مما مكن المملكة أن تمتلك اقتصاداً قوياً ومتطوراً يضاهي اقتصاديات الدول المتقدمة، وأن يكون نموذجاً لتوظيف الطاقات، والإمكانات الذاتية للدولة في التنمية والتقدم والازدهار.

لقد انطلقت المملكة في سياستها الدولية في الدفاع عن قضايا العرب والمسلمين والقضايا العادلة للشعوب الأخرى مستلهمة مبادىء شرع ديننا الإسلامي الحنيف التي تنبذ العنف والتطرف والتسلط على الآخرين، وتدعو إلى إقامة أوثق العلاقات بين مختلف الدول على أساس الاحترام المتبادل لسيادة الدول ومصالح الشعوب الأخرى، فحظيت المملكة وسياستها على احترام وتقدير جميع الدول والشعوب الأخرى، وخصوصاً الدول العربية والإسلامية التي وجدت فيها الحكمة والرشد، والناصح والمعين في كل الملمات والمدافع عن قضاياها ومصالحها، ونحن أبناء فلسطين أكثر من يدرك هذه السياسة الحكيمة للمملكة وقيادتها الرشيدة، فقد كانت العون الدائم لشعبنا ولقضيتنا في مختلف مراحلها منذ عهد المغفور له الملك عبد العزيز طيب الله ثراه وإلى اليوم في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز- حفظه الله-، فوجد فيها شعبنا الفلسطيني الدعم المادي الكبير والمتواصل والمتعدد الأشكال والجوانب، وكذلك الدعم السياسي والمعنوي المستمر والمتواصل بدون كلل أو ملل من أجل تمكين شعبنا الفلسطيني من استرداد حقوقه الوطنية المشروعة كاملة غير منقوصة، ومن هنا كانت علاقات المملكة الدولية ودبلوماسيتها الحصيفة وسياساتها تسعى دائماً لتحقيق هذه الأهداف المشروعة ومن يراجع مبادرة الملك فهد- رحمه الله- عام 1982م ومن بعدها مبادرة الملك عبد الله- حفظه الله- عام 2002م والتي جرى التأكيد عليها في القمم العربية المتتابعة كمبادرة سلام عربية تضمن الحقوق العربية وفي مقدمتها الحقوق الوطنية الفلسطينية للشعب الفلسطيني في وطنه فلسطين عندها يدرك مدى إخلاص وجدية المملكة العربية السعودية وقياداتها المخلصة في الدفاع عن الحقوق العربية عامة والفلسطينية خاصة وأنها تمثل الشغل الشاغل لسياسة المملكة وقياداتها على المستوى الدولي التي قد عرضت مصالح المملكة للخطر في أحيان كثيرة لأجلها من جراء هذه المواقف المبدئية والثابتة في دعم الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وما الحرص الذي أبدته وتبديه المملكة دائماً على وحدة الشعب الفلسطيني دون تدخل في شؤونه الداخلية إلا مظهر آخر من مظاهر الدعم والوفاء للشعب الفلسطيني ولقضيته، وفي هذا المجال نذكر الجهد الذي بذلته قيادة المملكة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين في إنجاز (اتفاق مكة) الذي كان أساساً صالحاً لصيانة وحماية وحدة الشعب الفلسطيني ولكن الذين غاظهم مثل هذا الاتفاق وهذا الدور التاريخي للمملكة هم من سعوا للانقلاب عليه وضرب الوحدة الوطنية لشعبنا، وإننا واثقون من حرص المملكة قيادة وشعباً رغم كل ذلك على مواصلة جهودها الدبلوماسية بحكمتها ورصانتها المعهودتين من أجل استعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية التي لا بديل عنها للشعب الفلسطيني، وستبذل الجهد المتواصل في هذا الشأن مع الأشقاء العرب من خلال جامعة الدول العربية وأمانتها العامة التي سترعى الحوار الفلسطيني الشهر المقبل الذي لا بديل له سوى طريق واحد وهو النجاح واستعادة الوحدة الوطنية الفلسطينية إن شاء الله.

ولذا من واجبنا نحن أبناء فلسطين في فلسطين أو في الشتات أن نشارك إخواننا وأشقاءنا وأحباءنا في المملكة العربية السعودية ملكاً وأسرة حاكمة كريمة وحكومة رشيدة وشعباً كريماً في فرحتهم واحتفائهم بذكرى اليوم الوطني هذه الذكرى الخالدة التي مثلت أول نواة لوحدة عربية معاصرة موفقة وثابتة ومستمرة إن شاء الله وإنها سوف تستمر وتستمر حتى تتحقق الوحدة للأمة العربية جمعاء.

بهذه المناسبة العظيمة والعزيزة على قلوبنا نهنىء أهلنا في المملكة ملكاً وحكومة وشعباً وندعو المولى عز وجل أن يديم على المملكة عزها وتقدمها وازدهارها ورخاءها وأمنها وأمانها واستقرارها في ظل قيادتها الحكيمة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز وولي عهده الأمين الأمير سلطان بن عبد العزيز.

* مدير عام مكاتب اللجنة الشعبية لمساعدة الشعب الفلسطيني بالمملكة



 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد